كتب الاستاذ علي خيرالله شريف:
عظم الله أجركم جميعاً أيها الكُتّابُ، وأيها الخُطباء، وأيها المتظاهرون، والمتضامنون والمذيعون والمحلِّلون والمتألمون والباكون… لا شك أن غزة تشكركم وتعترف بجميل محبتكم. لا أدعي شرف التَكَلُّمِ باسمها ولكني أعرف أخلاقها، كما أعرف مقدار الألم الذي يعتريكم حزناً عليها.
الآن الآن الآن، المطلوب إغاثة أهل غزة. العدو الجبان لم يرتوِ بعدُ من دماءِ أطفالها ونسائها، ولم يكتفِ من المجازر التي يرتكبها فيها. وجو بادين الأبله وماكرون المهووس بكره المسلمين وكل رؤساء وملوك الغرب المجرمون الحاقدون، لا يتراجعون عن قتل أهل فلسطين ولا عن تحطيم كل من يتعاطف معهم، وهم يستمتعون بتدمير منازلها على رؤوس أهلها، إذ لا قيمة لهم عندهم.
الشهداء والجرحى والمشردون بالآلاف، ولم ببقَ في القطاع مستشفيات لتعالج الجرحى، ولا كهرباء تشغل آلات الطبابة، ولا محروقات ولا ماء ولا طعام ولا أدوية، حتى العمليات الجراحية التي يجريها من بقي من الأطباء على قيد الحياة، تتم في الخيم وفي الهواء الطلق، بلا مُخَدر ولا مُطَهِّر، ولا يوجد من يتابع العناية بها بعد العملية.
المطلوب حلاً سريعاً أسرع من الصوت، فالوقت قصير والمصاب كبير… المطلوب فتح كل الحدود والزحف إلى غزة لنصرتها وإغاثتها وحمايتها برمش العين. والمطلوب إلزام حكومات العار في الوطن العربي، بقطع علاقاتها بالعدو وبالغرب وبكل المنظمات الدولية المجرمة.
ليس المطلوب فتح معبر رفح فحسب، بل يجب فتح كل حدود مصر والأردن وسوريا ولبنان، والمطلوب انطلاق كل الشعوب الإسلامية والمسيحية المنصفة لنجدة غزة وتكسير يد المعتدين عليها.
المطلوب الزحف الأكبر نحو غزة لإغاثتها والدفاع عنها وتضميد جراحها.
المطلوب القيام بعمل ضخم على قدر الكارثة، يُكَبِّلُ يد المعتدين ويجبرهم على وقف العدوان.
إن كل من يمنع نجدة غزة من السلطات العربية والغربية، هو شريك في حصارها وتدميرها، وشريك بارتكاب المجازر كل دقيقة فيها.
إلى أهل النخوة والكرامة من شعوب العرب،
لم يعد يكفي الحبر ولا الكلام ولا الندب ولا الرثاء… ولم يعد يكفي التظاهر ولا الهتاف، فإن غزة تتعرض للإبادة والإذلال، بل هي تتعرض للمحو من الوجود. وعندما تمحى غزة سيكون الدور على غيرها من كل بلاد العرب والمسلمين.