الحاج حسن: المعارك والانتصارات لا تُقاس بحجم التضحيات

اعتبر رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن أن “ما تقوم به المقاومة في لبنان مؤثر، وجعل كيان العدو الصهيوني في موقع محرج ومربك، وستبقى الكلمة فيه للميدان، والميدان هو ميدان المقاومة”.

 

جاء ذلك خلال لقاء سياسي حواري نظمته العلاقات العامة ل”حزب الله” في دارة الدكتور عصام المولى في شرقي بعلبك، بحضور النائب السابق أنور جمعة، مسؤول قسم العلاقات العامة في البقاع الدكتور أحمد ريا، وفاعليات سياسية ودينية وصحية وبلدية واختيارية وإعلامية واجتماعية.

 

وقال الحاج حسن: “مرة جديدة تستخدم الولايات المتحدة الأميركية حق النقض في مجلس الأمن لإسقاط مشروع قرار أعدته المجموعتان العربية والإسلامية لوقف إطلاق النار في غزة، وهذا “الفيتو” ليس جديدا على تاريخ الولايات المتحدة الأميركية التي استخدمت أكبر عدد VITO في مجلس الأمن دفاعا عن الكيان الصهيوني. كما تقدم بعض أعضاء الكونغرس الأميركي باقتراح قانون لانسحاب القوات الأميركية من سوريا، فتم إسقاط الاقتراح بحجة أن بقاء القوات الأميركية هي للحفاظ على أمن أميركا وللدفاع عن إسرائيل”.

 

وتابع: “بالنسبة إلينا قناعتنا العقائدية والسياسية وبالتجربة أن الإدارة الأميركية هي التي تقود العدوان الإسرائيلي على المنطقة، كما قادت العدوان على لبنان عام 2006، وهي التي تقود اليوم العدوان الصهيوني على غزة. فالإدارة الأميركية شريك كامل في كل الجرائم التي حصلت في المنطقة على يد الصهاينة، وهي شريك كامل في القتل الجماعي والمذبحة والإبادة الجماعية وفي كل المجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني النازي بحق الأطفال والنساء والمسنين والإعلاميين وفي التجويع والحصار والتنكيل بأبشع صور همجية في غزة. وبالتالي الأمة العربية والإسلامية معنية بالوقوف ليس في وجه الكيان الصهيوني فحسب، بل في وجه السياسة الأميركية في المنطقة”.

 

ورأى أن “الذي يريد الدفاع عن غزة يجب أن يقوم بأفعال، والذي لا يستطيع القيام بأفعال قتالية، يستطيع أن يقوم بأفعال اقتصادية وإعلامية وثقافية ودبلوماسية”.

 

ولفت إلى أن “الإصرار الأميركي والإسرائيلي على استكمال المعركة في غزة، مرده إلى المسائل التالية: إن الكيان الصهيوني بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية وحكومات الغرب هي قاعدة استعمارية، وهي ليست دولة، إنما هي كيان وظيفي يؤدي دورا. لذا بعد طوفان الأقصى هرعوا إلى إسرائيل لإنقاذها من الصدمة ومن الهلع الذي أصاب المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين والمستوطنين الصهاينة. ولقد قال غالنت بكل وضوح قبل أيام إذا لم ننتصر في هذه الحرب، فلن يكون لدينا بقاء في هذه المنطقة. إلى هذا المستوى وصل إحساسهم بالخطر الوجودي”.

 

وأردف: “الأميركيون والإسرائيليون يمارسون الانتقام والقتل والإرهاب والإجرام، لأن هذا ديدنهم وتاريخهم، ولأن طوفان الأقصى جرح كبرياءهم الزائف وأذل عنفوانهم المنحط. والعدو الصهيوني يحاول من خلال هذا القتل إرهاب وإخافة الناس من خيارات المقاومة، ولتثبيط العزائم، وتحقيق مشروع “الترانسفير” بإجبار الشعب الفلسطيني على مغادرة غزة، وأول من تحدث عن هذا المخطط دول عربية تخاف من “الترانسفير” باتجاهها”.

 

وأضاف: “الهدف الأخير البحث عن نصر أو هزيمة للمقاومة ولفلسطين، ولكن الإسرائيلي لم يستطع أن يبرز صورة انتصار حتى الآن، حتى الأفلام التي فبركها كانت رديئة. وعلى مستوى الحرب الاعلامية، حققت المقاومة وكل محور المقاومة تحولا في الرأي العام العالمي، وبدا الإسرائيلي أثناء تبادل الأسرى في صورة الجلاد وكذلك في عرضه صورة العراة الذين أعدم بعضهم، في حين قدمت المقاومة صورة الأخلاق”.

 

وأكد أن “قضية فلسطين عادت إلى الواجهة بقوة، ولم يستطع العدو الصهيوني، رغم كل المجازر، أن ينتزع من شخص واحد في غزة راية بيضاء أو تصريحا أو تلويحا أو تلميحا أو تذمرا، بل الفلسطيني يخرج من تحت الركام ويعلن الاستمرار في خط المقاومة. وخلال اليومين الماضيين كان هناك كثافة في التصريحات الصادرة عن المستشفيات ومراكز العلاج والمراكز الطبية والصحية الصهيونية عن حجم خسائر العدو، والتي أفادت عن 5 آلاف جريح وأكثر من ألف معوق، و500 عسكري دخلوا مركز العيون، ويتحدثون عن 50 جريحا يوميا، ويتحدثون عن ضراوة في المعارك لم تمر بها إسرائيل من قبل. المقاومة متماسكة والعدو متخبط في تصريحاته ويخبئ خسائره”.

 

وأشار إلى أنه “في المواجهات لا تقاس المعارك بحجم التضحيات، ولا تقاس الإنتصارات بحجم التضحيات، بل تقاس بتحقيق الإنجازات أو بمنع العدو من تحقيق الأهداف. الصهاينة سرقوا أرض الشعب الفلسطيني، وقتلوا وجرحوا وأسروا وهجروا وذبحوا واعتدوا، لكن لا حق لهم في هذه الأرض، ومهما طال الزمن وكبرت التضحيات، ومهما اجتمع علينا العالم، إسرائيل لن تبقى في الوجود، بل ستزول. هذه أرضنا أرض الشعب الفلسطيني وأرض المسلمين والمسيحيين والعرب، ولن تصبح يوما أرض الصهاينة فكيف لا ندافع عنها ونحررها؟”.

 

واعتبر أن “نتائج الحرب في غزة سترسم مستقبل هذه المنطقة، وليس فقط مستقبل الشعب الفلسطيني، ولذلك كل المنطقة معنية، لبنان والعراق وسوريا واليمن وكل شعوب وحكومات الدول العربية والإسلامية. ونحن في لبنان معنيون، شعبا ودولة ومقاومة، لذلك شهداؤنا وعملياتنا على طريق القدس ونصرة للشعب الفلسطيني الصامد والصابر والعظيم، والمميز في غزة والمقاومة الفلسطينية الصابرة والشريفة والمناضلة والمضحية والمميزة في غسله والضفة”.

 

ونوه بكل “من وقف مع غزة وفلسطين على مستوى العالم، إعلاميا وسياسيا وثقافيا، أو قدم أي مساعدة. كما ندين كل من شارك وأوغل في دم الشعب الفلسطيني، دم النساء والأطفال والعجزة والمضطهدين والمستضعفين والمظلومين في غزة والضفة، إن كان على مستوى تصريح أو تزوير حقيقة، أو موقف سياسي، أو دعم أو تسليح للعدو، أو على مستوى حق النقض الذي استخدمته الولايات المتحده الأميركية لمنع وقف إطلاق النار”.

 

وختم الحاج حسن: “المعركة كبيرة وليست صغيرة، والتضحيات بأعز ما نملك، ولكننا نقولها بعزة وكرامة ورأسنا مرفوع: في فلسطين عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى والدمار الكبير، وفي لبنان لدينا شهداء وجرحى للجيش اللبناني ومن الإعلاميين والمدنيين ومن المقاومة، وشهداء على طريق القدس في سوريا وشهداء دفاع مقدس في سوريا، قناعتنا أن انتصارا كبيرا قادم، 64 يوما ولم يتمكن العدو من تحقيق أي هدف، والقتل والتدمير يرتد عليه، لأن ما اقترفه الأميركيون والصهاينة من جرائم ومجازر، دفع الشعب الفلسطيني بكامله إلى المواجهة، ودفع الشعوب العربية والإسلامية من جديد إلى المواجهة ونحن نؤمن بان الحس الوطني والقومي والديني والإيماني والعقائدي والتضحية عند الشعوب يكبر ويتنامى وسوف يثمر، وما النصر إلا من عند الله”.

 

 

 

ريا

 

وبدوره قال ريا: “نهدف من خلال هذه اللقاءات إلى التفاعل والتكامل، وخاصة في هذه الأيام التي نعيش فيها التحدي الكبير مع العدو الصهيوني، سواء داخل فلسطين أم في جنوب لبنان، بالإضافة إلى بعض التحديات الداخلية التي تتجاذبها القوى الخارجية”.

 

وأضاف: “نلتقي بالأحبة في كل أنحاء البقاع للتأكيد على وحدة الدور، وعلى أن كل أخ منكم، وكل صاحب مكانة في هذا المجتمع، هو جزء حقيقي من المقاومة ومن هذا المشروع المقاوم”.