جاء في “الراي” الكويتية:
من جنوب لبنان حيث ارتسمتْ للمرة الأولى منذ «طوفان الأقصى» أقوى ملامح «الحرب الثالثة» بين «حزب الله» واسرائيل والتي بدت أقرب من أي وقت. فعاش الجنوب أعنف موجات التصعيد على مقلبيْ الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، حيث سدّد «حزب الله» ضربة هي من الأعمق باستهدافه صفد، في ما بدا رداً على الغارة قبل أيام على بلدة جدرا (ساحل الشوف – جبل لبنان) ومحاولة اغتيال القيادي في «حماس» باسل صالح، تماماً كما اعتُبر استهدافه أول من أمس مبنى تابعاً للشرطة الإسرائيلية في كريات شمونة رداً على قصف بلدات لبنانية وبينها حولا حيث سقط عنصر من قوى الأمن اللبنانية.
وبعيد ضربة صفد، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 8 صواريخ دقيقة أطلقت من جنوب لبنان واستهدفت صفد والجليل، وأن الهجوم «طال قاعدة عسكرية»، قبل أن يُكشف أن مجنّدة وجندياً سقطا في العملية.
وبعدما أفادت قناة «آي 24 نيوز» أن هناك 7 جرحى بينهم 3 حالهم متوسطة و4 إصاباتهم بسيطة، لفتت تقارير اسرائيلية أخرى أنّ مدى إطلاق الصواريخ هذه المرة كان «أوسع من السابق»، معتبرة أنّ «الحدث في الشمال هو الأخطر منذ اندلاع الحرب عند الحدود مع لبنان، ولا أماكن محصنة لـ 50 في المئة من سكان المستوطنات المحاذية للبنان».
وإذ رفع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لهجة التصعيد، واصفاً الهجوم الصاروخي على صفد بمثابة «إعلان حرب»، داعياً «لتغيير جذري في كيفية إدارة إسرائيل لميزان القوى على الحدود اللبنانية»، أعلن الوزير في «مجلس الحرب» بيني غانتس أن «المسؤول عن إطلاق الصواريخ من لبنان ليس حزب الله فقط بل دولة لبنان والرد على استهداف شمال إسرائيل سيكون قوياً ووشيكاً».
وعلى وهج هذه التصريحات شنّ الطيران الاسرائيلي غارات غير مسبوقة على بلدات عدشيت وكفردونين (النبطية) والشهابية (صور) والصوانة (مرجعيون) وعلى بصليا (إقليم التفاح) ومرتفعات الجبور وأطراف جباع وسنيا وخراج بلدة زحلتا في قضاء جزين، ما أدى إلى مقتل عنصر من «حزب الله» وجرح 9 مدنيين في عدشيت.
وفي الصوانة أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية «أن العدو الاسرائيلي ارتكب بعد مجزرة ذهبت ضحيتها عائلة المواطن جلال حسين محسن الذي اتسُهدق منزله بصاروخين ما أدى الى تدميره وارتقاء ابنه الفتى حسن جلال حسين محسن (13 عاما) وزوجته روعة المحمد (سورية) وابنهما الرضيع أمير».
وفيما أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن «الجيش استكمل موجة ضربات واسعة في لبنان، وبين المواقع المستهدفة: مبان عسكرية، وبنى تحتية عسكرية في عدة أماكن»، موضحاً أن «طائراتنا الحربية هاجمت قبل قليل سلسلة أهداف لحزب الله في جبل البريج وكفرحونا، وكفردونين، وعدشيت، والصوانة»، نقل موقع «العربي الجديد» عن مصدر نيابي في «حزب الله» أنّ «الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المدنيين لن تمرّ مرور الكرام وسيكون الردّ قاسياً عليها».
وأشار إلى أنّ «كلّ مدني سيقابله مدنيّ، وكلّ اعتداء موسّع سيلقى رداً موسّعاً، وكلّ تصعيد سيُردّ عليه بتصعيدٍ مماثل»، مشدداً على أنّ «حزب الله لا يزال يضبط عملياته عملاً بالمصلحة الوطنية، وعدم تحقيق رغبة العدو بجرّه إلى الحرب، لكن ذلك لا يعني تماديه باستهدافاته والسكوت عنها».