كتب حسن بزي
قديمة هي الحروب السعودية على اليمن , وقديمة هي أحقاد آل سعود , منذ ما قبل تأسيس ملكهم ودولتهم .
لن ينسى اليمنيون الإيغال السعودي في دمائهم منذ إغارة آل سعود على الحجاج اليمنيين في وادي تنّومة عام 1921 م – 1341 ه، وقتلهم لثلاثة آلاف حاج أعزل كانوا متوجهين لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة , فبعد أن أعطى السعوديون الأمان للحجاج انقضّوا عليهم دون سبب وبلا رحمة فأبادوهم إبادة شنيعة ولم ينجُ من المجزرة إلا إثنين .
كذلك كانت أحداث سنة 1220 ه قبلها والمجازر الفظيعة التي ارتكبها السعوديون بأهل نجران والحديدة والتي استمرت لثلاثة أيام بلياليها .
كما حشدوا لتخريب صنعاء أكثر من خمسين ألف مقاتل فاحتلوها ونهبوا خيراتها وأمعنوا في أهلها قتلاً ووضعوا لها إماماً وهابياً من أتباعهم .
وكانت صنعاء لا تروقهم بحضارتها وبنيانها الشامخ التاريخي العظيم فينظرون إليها بعين الحسد والضغينة !
يقول أحد المؤرخين : وما أن ذاق الوهابية حلاوة الدم والمال اليمني حتى عادوا إليه ثانيةً , فغزوه للمرة الثانية عام 1225 ه فدمروا الحديدة من جديد ونازلوا أهلها فأخذوا المدينة عنوةً وقتلوا من أهلها الكثير ونهبوها وقبض عمال ابن سعود الغنائم وساروا بها إلى الدرعية .
وما أكثر الغزوات والمذابح السعودية بحق اليمن واليمنيين آخرها مازالت مستمرة منذ سبع سنوات قتلاً وحصاراً وتدميراً , لمنع استقلال القرار اليمني ونهوض اليمن , وللإبقاء على ثروات اليمن دفينة دون استخراج ومنافسة السوق النفطية السعودية .
كل هذا المرض السعودي نتيجة غلّ وحقد ضروس على الحضارة اليمنية العربية العريقة ودورها في صياغة التاريخ الإنساني .
لذلك فقد سعوا على مر السنين لتكبيل اليمن في شتى المجالات لأنه كما قال مؤسس دولتهم عبد العزيز آل سعود : ” عزّ اليمن في ذل السعودية , وعزّ السعودية في ذل اليمن”!.