“الخماسية” في الوقت الضائع…

 

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

 

بعد اجتماعها الاخير في قصر الصنوبر منتصف شهر ايلول الماضي، قبل أيام من قيام إسرائيل باغتيال الامين العام لحزب لله حسن نصرلله بالضاحية الجنوبية لبيروت، استعاضت لجنة السفراء الخماسية، بتحرك كل سفير بمفرده، تجاه المسؤولين والاطراف اللبنانيين، بعدما تسبب حادث الاغتيال بحالة تشنج واحتقان في الاجواء السياسية، وتصعيد ملحوظ بالحرب الإسرائيلية ضد حزب لله والاعتداءات على لبنان، واصبح صعبا التحرك لتنفيذ توجهات وتوصيات اللجنة الاساسية،لتهئية الاجواء السياسية لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، في هذا الظرف بالذات، في انتظار تبدل الاجواء والظروف الصعبة، لمعاودة تحريك ملف الاستحقاق الرئاسي من جديد.

 

بادر كل سفير من أعضاء اللجنة الخماسية، التحرك تلقائيا من جهته، لتعبئة الوقت الضائع الذي دخل فيه لبنان جراء تصعيد الحرب الإسرائيلية ضد حزب لله والاعتداءات على لبنان، وطغى موضوع وقف اطلاق النار وإنهاء الحرب على ملف الانتخابات الرئاسية، بعدما توسعت الحرب الإسرائيلية العدوانية وتسببت بتدمير واسع النطاق في قرى ومدن الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، وبتهجير سكانها إلى مناطق اخرى، فتولت السفيرة الاميركية الاستماع الى شكاوى المسؤولين اللبنانيين إلى إدارة بلادها،جراء توسع الاعتداءات الإسرائيلية واستهداف المناطق المدنية، وفي بعض المرات تطويق التهديدات الإسرائيلية بقصف المنشآت والمرافق الصحية، كما مواكبة حركة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب لله، والاتصالات الجارية لتنفيذ وقف اطلاق النار، ومساعي وجهود بلادها لدعم ومساعدة الجيش اللبناني، ليتمكن من القيام بالمهام المنوطة به لتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١ في الجنوب.

 

وكانت حركة لافتة لسفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري تجاه المسؤولين والفاعليات السياسية والدينية، لتأكيد دعم المملكة للبنان وشعبه بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية عربيا ودوليا، وتقديم المساعدات المطلوبة لدعم صمود الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.

 

كما سجل تحرك متواصل للسفير الفرنسي هيرفي ماغرو، تجاوز نقل مواقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الداعمة للبنان بقوة، والجهود التي يقوم بها لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، الى التحضيرات التي جرت لعقد مؤتمر باريس لدعم الشعب اللبناني وسيادته، بمواجهة تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية، في حين كان تحرك لافت للسفير المصري علاء موسى مؤكدا دعم بلاده للبنان ووقوفها الى جانبه، وتحركها المتواصل لوقف الحرب الإسرائيلية العدوانية ضده، وكذلك الامر بالنسبة لسفير قطر سعود بن عبد الرحمن ال ثاني، الذي نقل للمسؤولين، المساعي والجهود القطرية لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتاكيدها دعم الشعب اللبناني، وتقديم المساعدات المطلوبة لدعم صموده في مواجهة المخاطر المحدقة به.

 

ويبدو ان فترة الوقت الضائع، امام اللجنة الخماسية لاستئناف مساعيها لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لن تقتصر على مامضى، بل ستطول مع تعثر وساطة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكستين، وكل مساعي الديبلوماسية الاميركية الحالية، لانهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة ولبنان، الى مابعد تولي الادارة الاميركية الجديدة لمهامها، ومباشرة تحركها لوقف هذه الحرب، وهذا يعني استمرار تجميد البحث بملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية الى مابعد وقف اطلاق النار.