وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الى الحكومة اللبنانية والسلطة السياسية هذا نصها:
سنة ١٩٨٢ اجتاح العدو لبنان واحتل عاصمته بيروت ولم نستسلم، بل قاومنا واخرجنا العدو بقوة السلاح وسقطت مقولة البعض بوجوب التعاطي في ما اسماه بالواقعية، اي الاستسلام ، وقام بتوقيع اتفاق العار الموسوم باتفاق ١٧ ايار.
اليوم يعيدون نفس السيناريو ويضغطون بالحصار المالي والتهويل الاعلامي والتهديد بالويل والثبور وعظائم الامور، والمطلوب الاستسلام ورفع الراية البيضاء لهؤلاء السذج او الخبثاء او للاثنين معا.
اقول قياسكم باطل فالعدو لم يستطع ان يجتاز الحدود فضلا عن ان يحتل عاصمة لبنان، واللبنانيون راوا بطولات وتضحيات ابنائهم المقاومين بأم العين، وجمهور المقاومة لم يصب بالاحباط وانما يفاخرون بما صنعته المقاومة والمقاومون من دفاع لا نظير له، وهم ثابتون على تأييدهم، لم يستطع العدو ولا ادواته ان تغير من قناعاتهم للتخلي عن المقاومة والتمسك بالسلاح . فكل الطروحات البديلة بعنوان سحب الذرائع اعطت الفرصة للعدو ان يحتل الارض ويرفع من سقف مطالبه ويستمر في القتل والعدوان من دون ان يحقق للبنان مطلبا واحدا على الاقل يحفظ به وجه الداعين لسحب الذرائع ، بل على العكس فان السلطة لم تثبت انها سلطة الشعب اللبناني بل ليست سوى اداة لتحقيق اوامر الخارج في الضغط على الشعب الذي قدم التضحيات والشهداء ودمرت ممتلكاته ومصادر رزقه، فلم تؤمن بيتا يأويه ولا مالا يعيد به بناء ما تهدم ولا ترميم بيته الذي تضرر.
قولوا لنا بالله عليكم اي سلطة هذه التي تشارك الخارج في حصار شعبها وتمارس الضغوط المالية والاعلامية والمعيشية والاقتصادية ؟ هل هذه وظيفة السلطة الوطنية تجاه شعبها الذي نكب دفاعا عن سيادة بلده وبالنيابة عما يفترض انه من وظائفها الاساسية؟
لن نعود لا والف مرة الى الماضي الذي جعلتم فيه الجنوب مسرحا للفوضى والعبث بامنه واستقراره، ونحن راينا الشامتين والمتآمرين ممن دعا العدو لقتلنا وتهجيرنا من بلادنا، فهي بلادنا قبل ان تكون بلاد الاخرين، ونحن من وضعت رقبته تحت سكين الجلاد فيما كان هم البعض ان تبقى مناطقه امنة ضنا، بل ووهما منه، ان تعرض بعض الوطن سيبقي على بقيته امنا مستقرا، واثبتت التجارب خلاف ذلك الف مرة ومرة.
اقول لمجلس الوزراء انتم اليوم وقد وضعتم على طاولتكم بندا اسميتموه ببند سحب السلاح فهل لحستم ما ورد في خطاباتكم من ان السلاح في شمالي الليطاني سيخضع للحوار ورسم استراتيجية الامن الوطني، وما عدا مما بدا ؟ واذا كانت القاعدة هي الخضوع للقرارات التي تملى من الخارج فمعنى ذلك ان لا ثقة بكم كحكومة، لان ما تقره اليوم في مواضيع سيادية سيكون خاضعا للتبدل اذا ما رنت سماعة الهاتف باتصال من عاصمة من عواصم الدول الخارجية او سفارة اقليمية .
فخامة الرئيس انت خاطبت بيئة المقاومة بالاعتماد على الدولة وقلت انها هي الكفيلة بتأمين الحماية لهم، لكن لم تقل لنا اين هي الدولة .
الدولة التي يتحدث عنها الان لم نجدها في اقل المتطلبات، فلم توقف قتالا ولم تمنع عدوانا ولم توقف حربا ولم تعد اسيرا ولم تبن مسكنا هدم ولم ترمم بيتا تضرر ولم تحم مواطنا عاد الى قريته المهدمة، ولم تضع ميزانية لذلك، وانما وجدت سلطة تنفذ ما يملى عليها وسلطة تحاصر مواطنيها المنكوبين وتصادر الاموال التي تأتي لاعادة ترميم أو بناء المساكن المتضررة او المهدمة دون مراعاة لاوضاعها الناشئة من العدوان .
لن نسلم رقابنا للسفاحين ونحن نرى ما يجري في فلسطين وما يجري حولنا وما يعدنا به الشامتون من الداخل.
البيئة فخامة الرئيس انتظرت بناء الدولة طويلا ، ولكن دون جدوى. والبيئة اعطتك ثقتها وما زالت، ولكن الدول لا تبنى بالنوايا الصادقة وحدها.
نحن الى جانبك في بناء الدولة العادلة القادرة بكل ما اوتينا . ان الدول يبنيها اهلها فقط لا التعويل على الوعود التي تشترط ان تملك قرارها وتأخذ منها كرامة ابنائها. وللذين يصرون على نزع سلاح الشعب اللبناني ومنع تسليح الجيش ويريدون من مجلس الوزراء ( نزع السلاح ) ويريدون ان نسلم رقابنا للسفاحين نقول ما هكذا تورد يا سعد الابل، وما هكذا تحفظ مصالح الدول.
ان المطلوب موقف وطني جامع ثابت كما في الرد على الرسالة الامريكية والثبات على هذا الموقف، فالاوطان تحتاج الى مواقف الرجال المنطلقة من الكرامة الوطنية لا الخائفة من ظلها ..والسلام.