كتب المستشار في العلاقات الدولية والدبلوماسية والمستشار القانوني لموقع شبكة جبل عامل الاعلامية المحامي قاسم حدرج:
كل الأنظار تشخص اليوم الى اطلالة سماحة السيد وما سيقوله على ضؤ المستجدات التي حفل بها الميدان منذ اطلالته الأخيرة والمتمثلة في استهداف الصهاينة لسيارة مدنية ادى الى استشهاد ثلاثة اطفال وجدتهم كما واستهداف مكاتب للمقاومة في سوريا مما ادى الى ارتقاء سبعة شهداء اضافة الى استمرار الصهاينة بأرتكاب مجازر بحق المدنيين في غزة ونجاحهم في التقاط صورة لدباباتهم داخل قطاع غزة وسيعتبر البعض ان المحظورين اللذان وضعهما سماحته كشرط للدخول في حرب شاملة قد تحققا وهنا يكمن الخطأ في التشخيص
فلا الاسرائيلي شن عدوان كبير على لبنان ولم تكسر المقاومة الفلسطينية ولا غزة سقطت وبالتالي فأن ما قام به العدو تجاه لبنان يدخل ضمن معادلة المدني مقابل المدني وما حصل في سوريا هو رد على استهداف القواعد الاميركية
وسيكون الرد عليه هناك وبوتيرة اعلى اما فيما يتعلق بغزة فقد سبق للدبابات الاسرائيلية ان توغلت في قرانا فكانت مقبرتها هناك وعاد ما تبقى منها يجر اذيال الهزيمة وهذا ما يحصل اليوم في غزة وسيحصل غدا وسيضطر العدو الى الانسحاب مكتفيا بصورة التقطها في تلك البقعة وبالتالي فأني اعتقد بأن سماحة السيد في اطلالته الأخيرة قد اغلق فصلا من فصول الاشتباك مع العدو كان معتمدا قبل 7 تشرين الاول وفتح فصلا جديدا ضمن قواعد اشتباك جديدة تطور على مدى الايام ليطاول قصف المقاومة مواقع خلف خط المواجهة ترجمة لما قاله سماحته ولن نكتفي اما اليوم فهو سيغلق هذا الفصل ويفتح فصلا جديدا عنوانه اعلان نصف حرب متحررا من قواعد الاشتباك السابقة بحيث يفتح بيكار شعاع النار
الى مدى اوسع يربك معها كل حسابات العدو وحسب ظني فأن الحزب قد زود اطراف دولية ببنك اهداف استراتيجية سيعمل على استهدافها ان لم يتوقف هذا الوحش عن إلأيغال في استخدام القوة المتوحشة وما ينجم عنها من ارتكاب لفظائع وأفعال سادية تخالف الفطرة والطبيعة الإنسانية ومقتضيات الشرع والعقل وفي ظل
دعم غربي وصمت عربي عن مجازره التي قضت على كل الشرائع الأنسانية الوضعية وصولا الى حد التهديد بأستخدام السلاح النووي الذي قابلته المنظمات الدولية وعلى رأسها الوكالة الذرية بأذان صماء وبالتالي لم تترك خيارا للمقاومة سوى المواجهة مهما بلغت التضحيات فألة الحرب الصهيونية تتعامل كآلة صماء ضخمة تبتلع بداخلها كل ما تواجهه من بشر وشجر وحجر دون أن تلوي على شيء ودون ان يكون لها رادع سوى قوى المقاومة التي تكبدها خسائر كبيرة في الارواح والمعدات وتستنزف كل قدراتها على الصمود في معركة طويلة الأمد خاصة وان كل ساعة تمتد فيها هذه الحرب يخسر فيها الكيان معركة الرأي العام العالمي الذي اصبح يصب بمعظمه في صالح الشعب الفلسطيني وقضيته المحقة وبدأت حركة الشعوب تشكل ضغوطا هائلة على انظمتها
المتخاذلة والمتواطئة وهي التي ستجتمع اليوم لتصدر بيانا انشائيا استجدائيا لا يتضمن كلمة وألا لأن هذه الانظمة مربوطة بالحبل السري الاميركي وبالتالي هي وأن ارادت اتخاذ موقف فهي لن تستطيع فكيف اذا كانت معدومة الأرادة وهي ترى نتنياهوو يتمرد على الارادة الاميركية التي تريد ازالة بعض الدماء عن وجه نتنياهومن خلالة هدنة تسميها انسانية وكأن هذا الكائن وكيانه يعرفون معنى الانسانية خاصة وان نتنياهو يدرك بأن وقته قد شارف على النفاذ ومشهد سوقه الى السجن يتراءى امام عينيه فيحاول انقاذ نفسه ولو على حساب الدم الصهيوني قبل الفلسطيني ومن هنا فأني ارى ان اميركا التي لم تخطط لهذه الحرب بهذا التوقيت
لم تعد قادرة على تغطية جرائم العدو الذي يسعى لجرها الى حرب شاملة هي لا تريدها الأن في ظل استعداد تام لقوى المقاومة للمواجهة الشاملة والقضاء على هذا الكيان مهما بلغت الاثمان وما الصمت الاميركي على اسقاط طائرته التجسسية بصاروخ يمني مبارك سوى خير دليل على عدم قدرة الاميركي على حمل نعوش جنوده في معركة لن تحقق له شيئا بالبعد الاستراتيجي بل يدرك تماما بأن الثمن الذي ستدفعه لن يكون اقل من ازالة هذا الكيان السرطاني من الوجود وبأنها وأن سيطرت على الارض فأن اجيال من المقاومة ستنبت من اضرحة الشهداء وستقض مضاجعها وبالتالي فأن قرار محور المقاومة والذي سيكرسه سماحة السيد اليوم هو
كسب هذه الجولة مع هذا العدو بالنقاط تمهيدا للتحضير للضربة القاضية فالله لم يأمرنا بالقتال دون ان يضع لنا أسس الأنتصار بقوله وأعدوا لهم ما استطعتم
ونحن لا نقاتل اسرائيل بل حلف الاطلسي مجتمعا وهذا له حساباته المختلفة
وليس بالقوة النارية وحدها يتحقق الانتصار ولنا في تموز الشاهد والعبرة
في يوم الشهيد وسماحة السيد هو أب شهيد بل أب لكل الشهداء ومدرك تماما بأن كل ابناءه في المقاومة هم استشهاديين ولكنه حريص كل الحرص ان لا يرتق شهيد الا وقد ضرب معولا في اساسات هذا الكيان وأكمل رسالة من سبقه من الشهداء
فهذه القافلة المباركة التي بدأت مسيرها في العام 82 هدفها ان تحط رحالها في المسجد الأقصى عما قريب فتكون قد حققت الهدف والمبتغى .
اسرائيل تقتل والمقاومة تقاتل ومن يقاتل سينتصر ومن يقتل سيقتل وسماحته يرسم لنا اقصر الطرق للنصر وأقلها كلفة وهو سيضع اسرائيل في دوامة الترقب والانتظار مع عقدة العقد الثامن فيساهم قلقها في ازدياد اخطائها فتكتب بيدها نهايتها
فسماحته من قال قد نحرر فلسطين دون ان نضطر لأطلاق رصاصة واحدة
وسماحته اليوم سيكتب الفصل ما قبل الأخير من عمر هذا الكيان .