كتب المستشار في العلاقات الدولية والدبلوماسية والمستشار القانوني لموقع شبكة جبل عامل الاعلامية المحامي قاسم حدرج:
من يدقق بتفاصيل الاحداث منذ 7 تشرين الماضي حتى الأن سيكتشف ان الأمور تكاد تكون متطابقة بين ما حصل في ذلك اليوم وبين عملية الوعد الصادق تموز 2006 مع فارق في حجم كل من العمليتين ففي 12 تموز ايضا كانت الجبهة هادئة والمقاومة منغمسة في العمل السياسي ولم يكن ذلك الا خداع استراتيجي جعل العدو في حالة من التراخي فتحقق الانجاز الذي كان يراد منه تحرير الأسرى.
ولكن العدو كان يضع على طاولته خطة متكاملة لعملية مباغتة يستخدم فيها عنصر المفاجأة لمصلحته فيتمكن من الضربة الاولى بتصفية عدد كبير من قادة المقاومة وقطع التواصل مع الباقين ولكن من خطط لمفاجأتنا ها انت فاجأناه واسقطنا من يده هذا العنصر فأضطر الى تعديل مواقيته والدخول بحرب مدمرة.
اعلن ان هدفها سحق المقاومة وتبين ان الخطة الموضوعة هي خطة اميركية لخلق شرق اوسط جديد عبرت عنه كونداليزا ولكن نتائج الميدان جاءت مخيبة لدرجة ان بوش قال لأولمرت رأينا جيشك وحوشا في مناورة الاسد المتأهب بينما في الحرب لم يكونوا سوى كلاب صيد فحاولوا ان يحققوا مكسب ميداني من خلال تهجير اهل الجنوب نهائيا وخلق منطقة عازلة وباقي القصة تعرفونها وفي 7 تشرين يوم ان فاجىء السجين سجانه ووضع له القيود في اقدامه واسقط أمن مستوطناته ومزق الفرقة التي تحمل أسم غزة والمدربة ككلاب حراسة لسكان القطاع فحولها الى كلاب شاردة لا تلوي على شيء مصطحبا معه مئات الاسرى والهدف تحرير الاف الاسرى وتلقين العدو درسا لا ينسى كي يكف عن تدنيس المقدسات وبأن اسلوب الحصار الخانق الذي يتبعه مع سكان القطاع قد تحول الى حبل يلف حول عنق جنوده وكما كان للعدو خطة معدة لسحق المقاومة في 2006
كذلك الأمر تبين ان هناك خطة اميركية معدة للتنفيذ لأنهاء حركة المقاومة في غزة وكانت البروفة الغير ناجحة مع الجهاد قبلها بعدة اشهر قد اجلت التنفيذ وبأنتظار المزيد من عمليات التطبيع التي ستسحب الشرعية العربية عن الحركة.
فيسهل استهدافها ولكن المقاومة لعمليتها عبثت بعداد التوقيت فأضطر الاميركي الى تنفيذه فورا وانشأ غرفة عمليات مشتركة وقاد بنفسه المجازر وغطاها بل
وشارك الرئيس شخصيا بحملة التضليل الاعلامي بحديثه عن اكذوبة اطفال مقطوعي الرأس ثم من خلال توجيهه الاتهام للمقاومة بمجزرة مستشفى العامودي وكما حصل في تموز 2006 اسرائيل تستخدم سلاحها الجوي لقصف الابنية السكنية وملاحقة النازحين واستهداف المستشفيات وسيارات الاسعاف والصحافيين وكل كائن حي يتحرك معتمدين على الة التضليل والكذب التي تحكم المنظومة الانسانية في العالم والتي بررت قتل 4000 شخص 70% منهم من النساء والاطفال بحق الصهاينة بالدفاع عن النفس وكما استغلت اسرائيل ومن خلفها في تغطية عدوانها وجود سلطة سياسية متأمرة في لبنان تنصلت من المقاومة كذلك الأمر فعل ابو مازن وتنصل من حماس وكما وصفنا العرب بالمغامرين كذلك فعل الأعراب ووصفوا عملية حماس بالارهابية ووصفوا اسراها بالرهائن المدنيين ولكن وكما كان صمود المقاومة في 2006 واستيعابها لكل الاجرام الاسرائيلي ومبادرتها بالهجوم وأيلام الكيان اثرا على الشعوب العربية التي احتفلت بأنجازات المقاومة وأحرجت انظمتها التي اضطرت الى الاعلان عن وقوفها الى جانب لبنان والمساهمة باعادة اعماره ها هي الشعوب العربية تنتفض في كل العواصم منددة بالاجرام الاسرائيلي مباركة للمقاومة انجازها التاريخي والهزيمة الغير مسبوقة التي حققها على العدو والتي فتحت الباب واسعا على حلم التحرير وبالتالي تراجعت بعض الانظمة خطوات الى الوراء ولم تعد تجرأ على ادانة المقاومة ولو انها لم تقم بأي خطوة تذكر ارضاءا لشعوبها كطرد السفير الاسرائيلي من بلادها وتعليق اتفاقيات التطبيع كما فعلت دول تبعد عشرات الاف الاميال عن فلسطين ككولومبيا وكما فعلت فنزويلا في 2006 وكما ان العدو اعلن ان مهمته سحق حزب الله ها هو يعلن نيته عن القضاء على حماس وانهاء قطاع غزة وتشريد اهله وبعد 11 يوما على المجازر التي يرتكبها لم يتقدم شبرا واحدا ولم يستطع كسر ارادة الغزيين الذين اعلنوا عن تمسكهم بترابهم ولو دفنوا تحته.
بدأ العدو يتراجع عن اهدافه ويتذرع بأمور مختلفة لتأجيل الهجوم البري خاصة بعد ان اعلن الاميركي عدم انخراطه بشكل مباشر في المعركة حتى لو تعددت جبهاتها كما وعدم امكانية مشاركة الانظمة العميلة في تنفيذ مخطط تهجير اهل غزة خوفا من شعوبهم الغاضبة وبعد ان لمس جدية المحور في الانخراط بمعركة الدفاع عن غزة التي قد تتحول الى معركة تحرير خاصة بعد فتح الجبهة الشمالية التي يعتبرها كابوسه المرعب وبدأ يحصي خسائرها الجسيمة وبالتالي اعتقد اننا امام سيناريو يشبه سيناريو نهاية عدوان تموز بعد عدة ايام قتالية غير مجدية تلطخ جبين الكيان بمزيد من الدماء البريئة تكون بمثابة سلم انساني تقوم الدول من خلاله بأنزاله عن شجرة الهزيمة ولو اقتضى الامر ازاحة نتنياهو من المشهد السياسي بطريقة من الطرق لأنه يغامر بوجود الكيان لأنقاذ شخصه فهو يعيش كابوس اولمرت وزجه في السجن الذي يحاول الهروب منه ولو على حساب امن الكيان وبالتالي نحن امام 1701 بجزأه الثاني ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار.
ان الأساس الذي بني عليه هذا الكيان المكون من الردع الامني واستقطاب المستوطنين قد اصيب بتصدعات بنيوية وسرعان ما سيتعرض للأنهيار.
فهو كيان زجاجي تهشمت لوحته ولا يمكن اصلاحه بكل تقنيات الولايات المتحدة الاميركية التي تريد الحفاظ عليه ولو على الاجهزة بغرفة الانعاش حتى لا تفقد ثكنة جديدة من ثكناتها بعد ان خسرت في اوروبا وأفريقيا وغرب أسيا.
عملية طوفان الأقصى هي بمثابة مطرقة ضربت في رأس هذا الكيان ستجعله يترنح لمدة ليست بطويلة قبل ان يسقط تحت ضربات مجتمعه الداخلي المفتت وتخلي المشغلين عنه وعزم محور المقاومة على خوض معركة التحرير الكبرى وبأقل خسائر ممكنة.
بين 12 تموز 2006 و7 تشرين 2023 حكاية ابطال من لبنان وفلسطين
غيروا النواميس واثبتوا ان العين تقاوم المخرز وتكسره وبأن حكاية فانوس علاء الدين ليست من الاساطير الخيالية وبأنك اذا ما حككت فانوس عقيدة المقاومة خرج منه مقاوم جبار احال ليل العدو نهار وحطم كل الاسوار وقال للغاصب المحتل ان كنت في السابق قدرنا فنحن اليوم صناع الأقدار .