ميخائيل عوض
كثيرا من التوقعات والتسريبات عن قرب الوصول الى اتفاق هدنة لستة اسابيع بموجبها تقف النار وتجري عملية تبادل اسرى.
حكومة ابو مازن استقالت كمؤشر على احتمال تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة غزة ومعازل الضفة.
حماس لم تقل كلمتها علنا وتكرر القول ان ما ينشر من معلومات لا قيمة له وهو مجرد تصريحات ومناورات .
بالمبدأ ليس كل تفاوض يؤدي الى اتفاقات وهدن او تسويات. فالمفاوضات جائزة وعادة تجري على وقع الحرب واصوات المدافع.
فحتى اعلان الهدنة من الطرفين نبقى الامور على حالها والجاري حرب والحرب هي حالة غليان واحتمالات التصعيد والانقلابات تبقى هي السائدة.
بافتراض تم الاتفاق على وقف النار لستة اسابيع وجرت عملية تبادل للأسرى وبغض النظر عن النقاط والالتزامات الاخرى والتنازلات من الطرفين او كلاهما.
مجرد وقف النار دون تحقيق اي من اهداف اسرائيل في حرب تدمير وتهجير غزة يعني ان اسرائيل هزمت.
وبمجرد اقرار نتنياهو وحكومته وجنرالاته بالتبادل للأسرى عبر التفاوض يعني هزيمة مدوية لإسرائيل بعد خمسة اشهر من الحرب العاصفة والتدميرية وحرب ابادة وتهجير البشر زجت فيها اسرائيل كل واي من عناصر قوتها وادواتها بما في ذلك حلفها الانجلو ساكسوني برمته وبكل قوته وكذلك حلفها في النظام الرسمي العربي والاسلامي وعجزت عن احتلال غزة او تصفية حماس والفصائل وعجزت عن اطلاق اسير واحد بالحرب وان قتلت بعضهم وهذه صفعة عار على جبينها وجيشها الذي تبين انه وجنرالاته خردة وحطام وليس بجيش او قوة مرهوبة .
فان يقبل نتنياهو وغالانت التبادل بالتفاوض هزيمة مجلجلة اولى نتائجها انهيار حكومة نتنياهو وتمرد سيمورتش وبن غفير وانهيار معنويات الجيش القاصر وافتقاد ثقة المستوطنين بدولتهم وبجيشهم وبقيادتهم المرتبكة والمقامرة والفاسدة والدجالة.
لا بأس ان تتخلى حماس عن عبء السلطة وكلفتها المهولة بعد التدمير وفي ظل الحصار الظالم والمحاصرون والمتآمرون ابناء جلدتها والمقربون.
فقد كسبت اجماعا فلسطينيا وطنيا واجماعا في الراي العام العربي والاسلامي والعالمي وهذه اثمن بألف مرة من سلطة لإدارة الفاقة والجوع والتشرد.
حزب الله عن سبق تصور رفض المشاركة في الدولة ورفض اخذ السلطة وتمكن من الحكم من خارجها وبلا آثامها وتركتها وكلفتها الثقيلة وليس ما بعيب حماس بعد تجربتها في السلطة ان تستفيد من تجربة حزب الله مادامت مجدية ومادامت الكتائب في خيار المقاومة وعلى السلاح وهزمت اسرائيل. فهل سيجرأ احدا من فلسطين او سلطة ابو مازن او من الاجهزة العربية والاسلامية والعالمية التي قد تقبل تكليفا من اسرائيل بإدارة غزة ومحاولة النيل من المقاومة وفصائلها.
هل يقبل نتنياهو الهزيمة ويمرغ انفه في الاوحال وتسقط حكومته ويساق الى السجن بعد ان ساق إسرائيل الى مقتلتها…
ربما! ولماذا لا تساعده حماس والكتائب والفصائل ما دامت الهدنة والتبادل حصل على شروطها وبفعل صمودها وقتالها البطولي وبتضحيات غزة وأهلها وعمرانها.
الهدنة ان حصلت او القتال ان استمر كلاهما سبل لاستنزاف وتأزيم اسرائيل وتأكيدا على شيخوختها وفقدانها القدرة على الحسم والنصر.
قالها غالانت وزير دفاعها؛ اذا هزمنا في الحرب فلا مكان لنا بالمنطقة.
وكيفما سارت الامور وذهبت السيناريوهات اسرائيل هزمت وستتعزز هزيمتها.