الولايات المتحدة تطلق طائرة “يوم القيامة”

مع احتدام الخلافات بين الكرملين والدول الغربية بعد اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا، عاد الحديث عن طائرة “يوم القيامة” الأميركية، التي يمكن أن تصبح مقر قيادة لإدارة المعركة في حالة نشوب حرب نووية.

وبعد يوم واحد من إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وضع القدرات النووية لبلاده في حالة تأهب قصوى، في 27 شباط الماضي، إثر غزوه لأوكرانيا، أجرت الطائرة الأميركية المعروفة باسم “يوم القيامة”، مهمة تدريبية قصيرة فوق نبراسكا، في الـ 28 من شباط الماضي، وفق تقرير نشره موقع “لايف سينس”.

وطائرة “يوم القيامة”، هي في الأصل بوينغ 747، تم تطويرها لتصبح قادرة على إدارة شؤون العمليات النووية من الجو في حال وقوع هجوم نووي على البلاد.

ويشير التقرير إلى أن هذه الطائرة تعد جزءا من أسطول طائرات المراقبة الليلية، التي يحتفظ بها الجيش الأميركي منذ السبعينيات، والغرض منها أن تكون بمثابة مقر متنقل لكبار القادة في حالة نشوب حرب نووية، إذ تحتوي على ميزات أمان لا مثيل لها في أي طائرة أخرى.

وتبلغ تكلفة تجهيز هذه الطائرة أكثر من 250 مليون دولار، رغم أنها لا تزال تستخدم معدات تحكم غير رقمية، لتتمكن من العمل حتى في حال تعرضها لنبض كهرومغناطيسي، قد يسببه انفجار نووي.

وبحسب تقرير سابق لشبكة “سي أن بي سي”، لا تمتلك هذه الطائرة أي نوافذ عند منطقة الركاب، وهي مزودة بدرع حماية خاص ضد أي تأثيرات حرارية قد تنتج عن الحرب النووية، وهي تمتلك القدرة على الاتصال بالأقمار الصناعية والسفن والغواصات والطائرات من أي مكان في العالم، فيما تبقى مزاياها العسكرية العديدة الأخرى سرية.

وصف أحد القادة العسكريين الأميركيين في 2018 هذه الطائرة بأنها “بوليصة التأمين الأميركية”، بحسب تقرير سابق لشبكة “سي أن أن”.

وأشار التقرير إلى أنه من خلال هذه الطائرة يمكن تحديد مكان الرئيس الأميركي، ونائبه، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ووزير الدفاع، وغيرهم من المسؤولين الأميركيين، إذ تعمل الطائرة قاعدة للقيادة والتحكم من الجو، حيث يمكن لقادة سلاح الجو الأميركي تنفيذ أوامر الرئيس، من أي مكان.

ولفت إلى أن لدى الطائرة القدرة على البقاء في الجو لعدة أيام، خاصة مع إمكانية تزويدها بالوقود وهي تحلق في الهواء، ناهيك عن مزايا التحكم التي تتيحها بالأسلحة الأميركية، إذ يمكنها إطلاق صواريخ باليسيتية عابرة للقارات.

وكانت هذه الطائرة تحلق في الأجواء على مدار الساعة يوميا خلال الحرب الباردة، لتكون مستعدة في أي وقت في حالة حدوث تبادل إطلاق أسلحة نووية مع الاتحاد السوفيتي، وبعد ذلك أصبحت تجري طلعات جوية تدريبية بانتظام تحضيرا لأي احتمال.

وخلال العام الماضي، كان تقرير لموقع “ديفنس نيوز” قد نقل عن وكالة أنباء روسية رسمية، أن موسكو بصدد إنتاج طائرتين جديدتين من طراز “يوم القيامة”.

وأوضح التقرير أن روسيا تطور طائرتين من طراز “Il-96-400M” لتصبحا بمزايا طائرة يوم القيامة، وستكون هذه الطائرات نسخة أكبر من طراز “Il-96” التي يستخدمها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للسفر على غرار طائرة الرئاسة الأميركية.

وستحل هذه الطائرات الجديدة مكان الطائرة القديمة التي كانت من طراز “Il-86”.