حسن أحمد خليل / تجمع استعادة الدولة
أولا الف تحية لكل صحافي قاوم وما تحمل واقيل او استقال لان ضميره لم يسمح له ان يكون شاهد زور.
والف تحية لكل صحافي قاوم، ما زال أسير لقمة العيش وتامين الأقساط، ولذلك مضطر ان يكون شاهد زور. لكنه في سريرته يتألم ويحترق لما يراه، ويبقى عاجزا.
هناك صحافيين شرفاء، كما هناك ضباط وقضاة وموظفين شرفاء. هل تلاحظون كبف بعض الصحافة اليوم تحاول “شيطنة” قضاة أمثال اماني سلامة ولارا عبد الصمد وفيصل مكي وغيرهم ،طبعا وغادة عون. وتشيطن مجموعة المحامين الذين يلاحقون قضايا الناس أمثال حسن بزي وهيثم عزو وبيار الجميل وزملائهم.
لكن هناك البعض ممن قد يكون ضرب البخار في رؤوسهم. يتحدثون ويمشون وينفخون صدورهم بثقة مفرطة.هل مر عليكم صحافي كالطاووس المنفوش في عزه، وكالنعامة الوديعة عندما يفقد الوظيفة؟
هذا صحافي استقصائي، وهذا او تلك لديها برنامج عن الفساد، وأن لا خطوط حمر… وووو…
فعلا مصدقين ذلك. يعني بكل ذكائكم الاستقصائي، لم تستقصوا بعد لتعرفوا انكم ما باستطاعتكم تخطي الخط الأحمر الكي رسمه صاحب الإعلام.
لم تلاحظوا بعد ان “استقصائكم” الذي لا يبقي ستر مخفي، موجه حسب توجه “المعلم” او “المعلمة”، ولا بيتناقض مع مصالحهم.
غير ملاحظين ان من كانوا اخصام بعض الإعلام سابقا، أصبحوا حلفاء اليوم، والعكس، نتيجة العقود والصفقات والمصالح..
وهل لا تعرفون ان كل مصاريف تحقبقاتكم واستقصائتكم وانتاجكم ورواتبكم واكلكم وشربكم وكاسكم المسا، مدفوع ممن مفروض اصلا يكون أول أهداف الاستفصاء، بس ممنوع عليكم.
طيب تفضلوا ما دام بعضكم منفوخي الصدور والعقول، سوف ندلكم على ملف واحد فيه “كل الملفات مجتمعة” ، وبلا عذاب قلب وضياع ةقت. افتحوا ملف التحقيق الجنائي، ومن يقف وراء منعه، ومن يعرقله، والاهم الأهم ما في داخله، وتعملوا صحافيا سبق العمر.
ممنوع. ممنوع ممنوع. تصبحوا تاني نهار بالشارع. والصدور المنفوخة بتنفس، والعقول بتجن.
روقوا قليلا، وخففوا من فائض الثقة قليلا،
وتذكروا دوما ما قاله عميد الصحافة في نيويورك بوم تكريمه في يوم تقاعده سنة ١٨٩٧.نعم سنة ١٨٩٧:
“كنت افكر انني حر واكتب ما اريد. لكن في عقلي الباطني كنت دوما اعلم ان هناك خطوطا حمر تقيدني ترتبط بمصالح صاحب المؤسسة، وإنني اذا تخطيتها أصبح بلا عمل في الشارع.
اليوم،يوم تقاعدي، أصبحت أشعر انني اول يوم فعلا حر.
وساصارحكم بأن الصحافة توهمنا اننا احرار جريئين. لكنها ما هي إلا مهنة البغاء الفكري”.
إليكم يا صحافيي لبنان، وانتم ضحايا نقف معكم وإلى جانبكم، وإلى كل الصحفيين الذين تحرروا، الف تحية.
ونذكركم انكم صانعو رأي عام. لكن تذكروا دوما قبل أن تكتبوا او تخرجوا في حلقاتكم، ان الضحايا اليوم هم أهلكم وجيرانكم والبقال والفران في الحي. هم اخوتكم وأصحابكم ومعارفكم. انها حالة فريدة استثنائية تتطلب صحافة استثنائية… وبعض الضمير، لا يطعم خبزا لكنه يؤمن راحة نفسية.
والله ولي التوفيق..