ترامب الثاني وليس الجمهوري؟

امريكا في زمن التغير واعادة الهيكلة

 

ميخائيل عوض / شبكة جبل عامل الإعلامية

 

حقق ترامب الثاني وليس الحزب الجمهوري انتصارا ساحقا في الانتخابات الامريكية فقبض بيد من حديد على الادارة بمستوياتها المختلفة؛ اكثرية شعبية في الصناديق ومجلس الشيوخ والنواب والمحكمة العليا والبيت الابيض.

نادرا ان حققت جماعة او حزب بانتخابات واحدة كل هذه الانجازات وهي بكل الاحوال اشارة قوية دالة على ان السيستم الامريكي المعتادة فيه الدولة العميقة ان توزع الادارات وتحكم من خلف الستارة قد انهار تماما وفقدت السيطرة والتحكم بعد ان انقسمت واحتربت بين لوبي العولمة بواجهته الحزب الديمقراطي والظاهرة الترامبية التي تقود لوبي العولمة.

يعزز هذه المؤشرات ان ترامب اصلا جاء في ٢٠١٦ من خارج النص والسياق متمردا على السيستم عنيد مكافح لا يستسلم.

ترامب الثاني وليس الاول ولا الحزب الجمهوري الذي انتصر.

الجمهوري حزب تقليدي بليد ورتيب قبل جلاوزته ان يكون واجهة للدولة العميقة تستخدمه بالتناوب مع الديمقراطي عبر تغير بالوجوه .

ترامب الاول جاء ساذجا فردا اخترق بأعجوبة السيستم فأوقعته الدولة العميقة في ولايته الاولى في سلسلة طويلة من المعارك استنزفته ومنعته من تحقيق مشروعاته وتامرت عليه واسقطته في الانتخابات وحرمته من الثانية وفي كل ثانية يكون الرئيس طليق اليد متحرر غير ابه بلا فرصة لولاية ثالثه .

ترامب الاول تحول جذريا واكتسب خبرة وتجارب واتقن الاعيب السياسة ومناوراتها ونجح في الاستيلاء على الحزب الجمهوري واول ما فعله اخضاعه واعادة هيكلته وتصفية الكهول والمترددين والبيروقراطين ونفخ فيه روح الكفاح والشباب والقتال فامن لمشروعه قوة حاملة وقبيلة مقاتلة مكنته من انتاج نصر نوعي ومفاجئ.

فالانتصار هو لترامب الثاني الظاهرة المتعارضة مع السيستم واحزابه وحراكه السياسي.

ترامب الثاني يدخل البيت الابيض محاربا شرسا والادارة له وطوع يده وله معاونون واذرع وقد بدا من فوره بإعداد الادارة التنفيذية والمطواعة له وموظفين موالين. كل يعرف ما يجب عليه فعله على عكس ادارته الاولى التي كانت ارتجالية وتجريبيه.

ترامب الثاني لديه رؤية وبرنامج وعناوين لإعادة هيكلة السيستم تمهيدا لإعادة انتاج امريكا مختلفة ويعرف بان زمنه ٤سنوات فلن يفرط بساعة واحدة وسيبدأ عهده حازما اسد مجروح له ثار عند السيستم والدولة العميقة وخاصة لوبي العولمة وبيروقراطية البنتاغونوالوكالات وشركات صناعة السلاح والحروب.

هم ترامب الثاني امريكا وحربه مع خصومه الاعداء ومهمته الاولى تصفية الحساب وتصفيتهم كمقدمة وشرط شارط لتمكنه من امريكا واعادة صياغتها.

وفي خدمة مهمته الاولى والمركزية سيضع برنامجه بتدمير العولمة وادواتها ووقف الحروب فورا وسحب القواعد الامريكية ووقف تمويل المغامرات العسكرية فقراره ان امربكا لن تكزن سرطي العالم ولا حام ومدافع بالمجان.

عن ترامب الثاني وهيكلة امريكا والعالم ما بعد الترامبية نستمر في البحث والكتابة وندعو للتفاعل والاهم للتفكير من خارج الصندوق والا يفوت المتحجرين الزمن ويجري على جثث تنظيراتهم وافكارهم العتيقة وربما على جثثهم.

زمن ترامب الثاني هو زمن التغيرات الكبرى وولادة العالم الجديد.