تشير تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي، إلى قرب توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، عقب منح “حزب الله” مصادقته للمضي قدما في المفاوضات التي تجري بين بيروت وتل أبيب برعاية أميركية.
وأوضحت صحيفة “هآرتس” العبرية في مقال للصحيفة الإسرائيلية ينيف كوفوفيتش، أن “مصادر رفيعة في جهاز الأمن، تعتقد أنه شقت الطريق للتوقيع على اتفاق بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية، والذي سيؤدي لحل النزاع حول ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين، ويتوقع أن يسوي الاتفاق توزيع الأرباح المتوقعة من مخزونات الغاز التي توجد في المنطقة البحرية محل الخلاف”.
قدرات هجومية
وتزعم تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي، أن “التطور الكبير الذي أدى إلى ذلك، هي الرسالة التي نقلها لإسرائيل مؤخرا المبعوث الخاص الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، والتي بحسبها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، منح مصادقته لحكومة لبنان للتقدم في المفاوضات، التي وصلت لمرحلة متقدمة، مع وضع بضعة شروط، هناك استعداد للموافق عليها من الطرفين”.
وذكرت الصحيفة، أن “المنطقة البحرية محل الخلاف هي مثلث بمساحة 530 كم مربع في منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل، وحسب الاتفاق الآخذ في التبلور، شركات الطاقة الدولية التي ستحصل على حقوق التنقيب والاستخراج لمخزونات الغاز الطبيعي التي توجد في المنطقة، يمكنها البدء في العمل هناك بعد سنوات كان هذا الأمر متعذرا بسبب الخلاف”.
وأضافت: “في الاتفاق، يتوقع أن يتم تحديد جهة وسيطة دولية مقبولة على جميع الأطراف، هي التي ستحدد حجم المنافع التي ستحصل عليها كل طرف، وهذه الجهة ستكون هي المسؤولة عن الرقابة على نقل الأموال والغاز التي تكون من حق كل طرف”.
وأكدت أن “حزب الله رفض القبول باتفاق يمنعه من العمل أمام إسرائيل في المستقبل، ضمن أمور أخرى، في الساحة البحرية، التي فيها المنظمة تبني في السنوات الأخيرة قدرات هجومية، ومع ذلك، جهات في جهاز الأمن تقدر بأن حزب الله معني بالاتفاق، فلبنان يتعرض لأزمة اقتصادية هي الأكبر”.
ونوهت إلى أن “الجهات الأمنية، تقدر بأن نصر الله يعتبر تدفق الغاز والأرباح منه خطوات ستقلص الانتقادات الموجهة إليه، وفي إسرائيل يعتقدون، أنه حتى بدون تعهد رسمي من حزب الله تجاه الاتفاق، الأرباح الكبيرة التي سيحصل عليها لبنان من استخراج الغاز، ستجعل حزب الله يتجنب المس بمخزونات الطاقة الإسرائيلية في حالة الحرب، أو على الأقل ستجعله يحسب خطواته”.
مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قال لـ”هآرتس”: “عند تسلم المبعوث الأميركي هوكشتاين لمنصبه واستئناف المحادثات في أيار الماضي، الموضوع كان يوجد في مستوى متقدم من أولويات الولايات المتحدة، بسبب تصميمها على التوصل لاتفاق، الذي يمكن أن يساعد في تخفيف أزمة الطاقة في لبنان، ويكون له تأثير على الاستقرار الأمني في المنطقة، والعائق الأساسي في الطريق أمام الاتفاق هو رفض حزب الله تقدم الدعم العلني لحكومة لبنان من أجل التوصل إلى اتفاقات من شأنها أن تفسر كمحاولة للتطبيع مع إسرائيل أو كاعتراف بسيادتها في المنطقة”.
وأشارت إلى أنه “في الأسابيع الأخيرة التقى ممثلون دوليون مع ممثلين لبنانيين متماهين مع حزب الله، في محاولة لبلورة تفاهمات حول المنطقة محل الخلاف، يمكن لحزب الله قبولها دون أن تفسر كتغيير في مواقفه من إسرائيل، وبعد تبادل رسائل بين الطرفين، تم التوضيح بأن الولايات المتحدة وإسرائيل على استعداد للتوصل إلى اتفاق، وجاء رد نصر الله، وفي المقابلة التي اجريت معه في التلفزيون الإيراني الأسبوع الماضي، أعلن بأن ترسيم الحدود البحرية هي مسألة اقتصادية من مسؤولية حكومة لبنان، وحزب الله ليس طرفا في ذلك، وهذه الأقوال فهمت من قبل هوكشتاين ولبنان وإسرائيل، كمصادقة منه على التقدم نحو الاتفاق”.
وفي محاول منه لاقناع لبنان بحل الخلاف مع إسرائيل قال هوكشتاين في مقابلة صحافية: “هذه هي اللحظة الأخيرة، نصيحتي إلى اللبنانيين، التركيز على ما ستكسبونه من الصفقة، وليس بما ستخسرونه أو يمكن خسارته إذا قمتم بالتنازل”، معبرا عن تفاؤله من احتمالات التوصل الى تفاهمات بين الطرفين.
وأشارت “هآرتس” إلى أنه هناك استعداد من قبل إسرائيل ولبنان، من أجل “مواصلة المفاوضات في محاولة لتسوية النزاع، بعد 4 جولات محادثات لم تثمر أي شيء”، منوهة أن “هوكشتاين فضل إجراء مفاوضات غير مباشرة مع شخصيات رفيعة من الطرفين لبلورة اقتراح لحل وسط”.