المستشار القانوني قاسم حدرج / شبكة جبل عامل الإعلامية
كي لا نحكم على الصورة انطلاقا مما نشاهده وأن كان قتلا وجراحا وتدميرا وان نتعلم من تجربة موسى مع الخضر وبأن قتله للغلام لم يكن موتا بل حياة وان نكسة أحد لا تعن تخلي السماء عن رسولها بل درس لأصحابه بأن الألتزام هو اهم سلاح في المعركة فأنه يتوجب علينا ان نرى الصورة من كافة جوانبها وان نترك مهمة اظهار ما خفي منها الى المخرج الذي يحتفظ بها لأظهارها كاملة في اللحظة المناسبة كما انه يتوجب علينا ان نكون على دراية تامة بطبيعة المعركة كي نتمكن من تحديد المعايير وما اذا كان تلقينا ضربة موجعة هو انتصار للعدو ودليل قوة
وان خسائرنا هي هزيمة وعلامة ضعف وخلل في موازين القوى.
انطلاقا من هنا فلتكن البداية من الهدف الرئيسي لهذه المعركة التي اعلن عنها سماحة الأمين العام وهي جبهة اسناد غزة لمنع سقوط المقاومة والتي تم فيها استخدام ادوات تتناسب مع طبيعة الاهداف والتي بالفعل على مدار سنة حققت هدفها فالمقاومة في فلسطين ما زالت على الحلبة توجه اللكمات القاسية للعدو
وحققت جبهة الاسناد هدفها باستنزاف قدرات العدو وعطلت اهدافه بأبعاد المقاومين الذين نجحوا في فرض منطقة عازلة على العدو بحيث اصبحت استعادة السيطرة عليها اولوية تتقدم على اهدافه في تحرير الاسرى والقضاء على المقاومة وهنا يكمن بيت القصيد حيث بات العدو مضطرا امام حجم الضغوطات الى خرق قواعد الأشتباك مع تحمل مخاطرها الكبرى من خلال استهداف القائد شكر ومن بعدها عملية تفجير الاجهزة وصولا الى اغتيال قادة الرضوان
والذي فسره البعض على انه اتى نتيجة قوة وقدرة العدو بينما في الحقيقة هو
عمل اليائس الذي يلعب بكل اوراقه دفعة واحدة فالقوي لا يلجأ الى الضرب تحت الحزام فيخسر بالنقاط كما فعلت اميركا بالقاء قنابل نووية سيبقى عاره يلاحقها أبد الدهر وكما كانت تفعل الجماعات الارهابية بتفجير السيارات والاجساد المفخخة بالمدنيين في دليل على ضعفها في المواجهة المتكافئة وبالتالي اسرائيل لا يمكنها هزيمتنا اذا نجحت في اختراق وسائل اتصالنا او سرية اجتماعاتنا بل تستطيع هزيمتنا اذا اخترقت معنوياتنا ونالت من ارادتنا وهذا ما يقودنا الى البحث التالي
قلنا بأن لكل هدف من معركة ادواته واليوم قد تغير الهدف من جبهة اسناد ليضاف اليه اهداف اخرى على رأسها استعادة توازن الردع عن طريق استخدام ادوات وقدرات لم تكن المعركة الأولى تحتاجها وستبدأ معها سلسلة المفاجأت التي تعيد رسم المشهد الحقيقي وتعدل كفة الصراع وتظهر بأن سقوط القلاع على رقعة الشطرنج والقضاء على الاحصنة وتحييد الفيلة لم يكن سوى مناورة اغرت الخصم تمهيدا لمفاجأته بخطوة كش ملك فمباراة الشطرنج لا تنته الا بموت الملك
ومن يفهم بقوانين اللعبة يدرك تماما بأن الخصم هو المحاصر وهو المأزوم وهو من يعاني خطر وجودي بينما خطوط دفاع مقاومتنا ما زالت حصينة فكيف بنا اذا انطلقنا من مرحلة الدفاع الى الهجوم الصاعق ونحن كمن ينام بعد تعب ثم يستيقظ اكثر نشاطا وحيوية بينما خصمنا محروم من اي فرصة للراحة فلا المكسب في جولة تعني الأنتصار ولا الخسارة في جولة تعني الهزيمة انما بالنتيجة النهائية للحرب فأميركا في كل جولاتها مع المقاومة الفيتنامية ربحت ولكنها بالمحصلة خسرت الحرب .
احبتي اذا كان العدو قد استغل ثغرة ما فشلنا في سدها ونجح في اعداد الخطط لتحقيق مكسب في جولة فأن الأنتصار يمحو اثار اكثر الاعمال فشلا فيما تجهض الهزيمة اكثر الخطط تنظيما.
لقد قررنا خوض غمار هذه المعركة على قاعدة ان الشر ينتصر في حالة واحدة
هي ان يبقى الخير ساكنا لا يتحرك وانطلاقا من مبدأ ان الهزيمة واردة في اية معركة ولكن الجريمة ان تستسلم لهزيمة دون ان تقاوم وبما ان التاريخ لم يسجل هزيمة لمقاومة وبأن اصحاب القضايا العادلة قادرين على تعويض فارق القوة
وبما ان مقاومتنا بشكل خاص لم تعودنا سوى على الانتصار لأنها الى جانب العقيدة والقدرة والشجاعة تمتلك الامكانيات والادوات والقيادة الحكيمة فأن لا شيء يزعزع ثقتنا بها فالثقة هي المضاد الحيوي الذي يقتك بكل مضاعفات الهزيمة ولو كانت الانتصارات تتحقق دون تقديم اغلى التضحيات لكان رسول الله اولى بهذه المعجزات ولما كان تعرض للأبتلاء في معركة أحد وأمتحن بفقدان قائد جيشه وعاموده الفقري حمزة ولما كان الكل في كربلاء استشهد في سبيل تحقيق اعظم انتصار تاريخي اصبح حجر الاساس لكل ثورات العالم والسلاح الامضى لمواجهة الطغاة أذن فلتكونوا على ثقة بأن هزيمة حزب الله هي أمرمر محال وضربا من ضروب الخيال .