واصلت القوات الروسية تقدمها في محيط العاصمة الأوكرانية كييف، بهدف فرض الحصار والاستيلاء عليها، بالتزامن مع توغل الجيش الروسي في المناطق الجنوبية من أوكرانيا.
وتحاصر القوات الروسية مدينة “ماريوبل”، الواقعة على ساحل بحر آزوف، جنوب إقليم دونباس، حيث يسعى الجيش الروسي لتحويل بحر آزوف إلى بحيرة روسية بالكامل، تصل القوات الروسية في الجبهة الجنوبية بجبهة دونباس في الشرق، كما تحاول القوات الروسية التقدم نحو مدينة “أوديسا” على البحر الأسود، للسيطرة على كل سواحل البلاد في هذا البحر.
وتعمل القوات الروسية على فرض حصار خانق على العاصمة كييف بهدف إسقاط الحكومة الأوكرانية، لكن الجيش الروسي ما يزال على بعد نحو 30 كيلو مترا بسبب المقاومة الشديدة من الجيش الأوكراني، خاصة بعد سقوط “تشيرنوبل”.
وتفرض روسيا حصارا على مدينة “خاركيف” ثاني أكبر مدينة أوكرانية، دون أن تتمكن من اقتحمها، في ظل المقاومة العنيفة للقوات الروسية ما أجبرها على الانسحاب، رغم وصولها إلى وسط المدينة.
إحصاءات روسية
اتهمت وزارة الدفاع الروسية ما أسمتهم بـ”القوميين الأوكرانيين” باستخدام المدنيين كدروع بشرية في مدينة “ماريوبول” المحاصرة، مشيرة إلى أن العملية العسكرية في أوكرانيا أسفرت حتى الآن عن تدمير 3296 منشأة عسكرية.
وقالت الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط 3 طائرات من نوع “سو-27” في منطقة بولتافا، وطائرة “سو-25” في منطقة غوستوميل وطائرتي هليكوبتر من طراز “مي-24” في منطقة ماكاروف، بالإضافة إلى 8 طائرات بدون طيار تابعة للقوات الأوكرانية.
وأكدت أن القوات الانفصالية في “لوغانسك” تقدمت 6 كيلومترات وبسطت سيطرتها على 7 مناطق سكانية، وفق “نوفوستي”.
بدوره، أفاد قائد القوات الانفصالية في “لوغانسك”، بأن قواته سيطرت على معظم أراضي المنطقة، في حين تحاصر ما وصفها بـ”المستوطنات المتبقية”.
وقال على قناة “روسيا 24”: “لم نقم بعد بتحرير المناطق المحصنة الخطيرة – مثل سيفيرودونتسك، وروبيزني، وليزيشانسك. إنها محاصرة عمليا”.
من جانبه، قال رئيس المركز الوطني لقيادة الدفاع في روسيا، ميخائيل ميزينتسيف، إن “الجانب الأوكراني لم يخطر سكانه بإمكانية الإخلاء الآمن من كييف وخاركوف وماريوبول وسومي”.
إلى ذلك، قالت الدفاع الروسية إنه وفقا للاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال محادثة هاتفية بين وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عقدت وزارة الدفاع الروسية اجتماعا مع ممثلين عن منظمة الأمم المتحدة في موسكو، وناقش الطرفان سبل تفاعل الأطراف في حل المشاكل الإنسانية على أراضي أوكرانيا، وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين”.
الكرملين يشترط
واشترط الكرملين وقف العملية العسكرية في أوكرانيا، في حال امتثلت سلطات كييف لشروط موسكو.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الاثنين، إن روسيا تطالب أوكرانيا بوقف العمليات العسكرية وتعديل دستورها لتكريس الحياد، والاعتراف بأن شبه جزيرة القرم أرض روسية، والاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” الانفصاليتين.
المحطات النووية
طلب الاتحاد الأوروبي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حماية المحطات النووية الأوكرانية، التي تخضع اثنتان منها للسيطرة الروسية.
وقالت كادري سيمسون مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي في رسالة إلى مدير الوكالة رافائيل جروسي: “أطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تبذل قصارى جهدها لضمان السلامة النووية للمنشآت النووية الأوكرانية في ظل ظروف الحرب الراهنة”.
واستولت القوات الروسية على محطة “زابوريجيا” الأوكرانية، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وعلى منشآت الوقود المستنفد والنفايات المشعة في مفاعل تشرنوبيل بجوار محطة الطاقة المتوقفة عن العمل حاليا.