أحيت بلدة دير قانون رأس العين ذكرى مرور أسبوع على رحيل “فقيد العلم والحوزة العلمية العلامة الشيخ حاتم اسماعيل”، في حسينية بلدة دير قانون رأس العين، في حضور رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” هاشم صفي الدين، عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب أيوب حميد، عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي، عضو هيئة الرئاسة في حركة “أمل” الدكتور خليل حمدان، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب عبد الله ناصر، المسؤول التنظيمي للحركة في إقليم جبل عامل علي اسماعيل، وممثلين عن المرجعيات الدينية، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
وقال صفي الدين: “البعض يطرحون في كل يوم وكل ساعة الكثير من الأكاذيب والتهم الباطلة بوسائل الإعلام ومن خلال الحملات المضللة السياسية والإعلامية والنفسية، تخفي وراءها حقيقة واحدة يجب أن يعرفها الجميع، وهي إيقاف المقاومة تحت عنوان أن البلد بحاجة إلى إنقاذ، وهم في الحقيقة يطلبون من المقاومين والمضحين وعائلات الشهداء واللبنانيين الشرفاء، أن يلتحقوا بركب المطبعين الأذلاء في هذه المنطقة”.
وأضاف: “جاءت الأوامر من الملوك والأمراء بأنه يجب على الجميع بأن يسيروا بركب التطبيع، ولكن هل هناك عاقل يتخيل في هذه المنطقة وفي هذا العالم أننا سنقبل أن يكون لبنان في ركب هؤلاء، لا سيما وأن إسرائيل الغاصبة قتلت ودمرت وعادتنا وتعادينا وتستهدفنا وتهددنا بنفطنا ومياهنا وأرضنا ووجودنا وسيادتنا”، متسائلا: “هل نسينا 17 أيار وما قبله، وبالأمس دولة رئيس مجلس النواب تحدث عن ذكرى 6 شباط، فهل نسينا كل تلك المؤامرات التي تم غزو لبنان من أجل أخذه إلى مكان آخر”، مشيرا إلى أننا “في تلك الأيام كنا أضعف، ولم تكن المقاومة منتصرة ومحررة ونموذجية أذلت وأخضعت إسرائيل، ورغم هذا كله لم نقبل، واليوم نحن أقوى ومنتصرون، فهل يتخيل هؤلاء أننا سنقبل السير بركب التطبيع، فهؤلاء يتخيلون ويتوهمون، وهذا هو أحد أهم أبعاد هذا الصراع وعناوين قلب المفاهيم والتخبط الذي يحتاج إلى علم ومعرفة وموضوعية”.
وشدد على أن “الذين يستغلون أوجاع الناس من أجل أن يقولوا لهم أن المقاومة هي المسؤولة عن كل مصائب وشنائع هذا البلد، هؤلاء يتحدثون بخطاب خبيث، يخدمون فيه من يريد أن يأخذ لبنان إلى ضفة الاستسلام والخضوع، وحينما يصبح لبنان (وهذا لن يحصل) في ضفة الاستسلام والخضوع، فهذا يعني أن النفط والمياه والسيادة والمستقبل في لبنان باتوا في خبر كان”.
وقال: “هناك خلاف في لبنان وهناك آراء، ونحن نعترف أننا نختلف بالرأي وبالموقف مع الذين يريدون أن يعالجوا القضايا المالية والاقتصادية بالعقلية الماضية، وهذا أحد أهم أوجه الخلاف”، متسائلا: “لماذا يدعوننا البعض في لبنان من جديد إلى اعتماد السياسات الماضية نفسها طالما أن جميع اللبنانيين سلموا واعترفوا أن السياسات المالية والاقتصادية الخاطئة، البنكية وغير البنكية، أودت بلبنان إلى الهاوية”.
ودعا إلى “تغيير واقعي وحقيقي، وأن يكون الحل والعلاج المالي والاقتصادي والمعيشي معتمدا أولا وقبل أي شيء على اللبنانيين أنفسهم، وأن تكون الخطط والبرامج من وحي العقل اللبناني، وأن يكون المال الذي نأتي به للمعالجة أساسا من إنتاج الابداع اللبناني، وهذا يحتاج إلى مشوار طويل، ويجب أن نسلك هذا الطريق طالما أن التعب قائم على أي حال”، لافتا إلى أن “الطرف الآخر في لبنان عندما يهاجمنا يتهمنا بأننا نقفل عليه باب الخارج، وهذا يعني أن هؤلاء مسلمين بأن الحل يكمن بالخارج وليس بالداخل، وهذه نقطة ضعف قوية في ثقافة هؤلاء وفي ما يدعون إليه”.
وختم صفي الدين مشددا على “وجوب أن يعتمد لبنان على نفسه، وأن يكون جيشه الوطني قويا ومستقلا، وأن يكون اقتصاده وطنيا ومستقلا، وأن لا يخضع لا لجشع البنوك ولا لطمع هؤلاء المتوحشين الذين لا يشبعون، فلا يصح لأحد أن يطلب منا العودة من جديد إلى التجربة نفسها، وهذه أحد عناوين الخلاف الأساسية بيننا وبين هؤلاء، وهذا هو مقتضى العلم والمعرفة والموضوعية، وهذا ما دعونا إليه وما ندعو إليه من جديد”.
بدوره، أكد حميد أنه “لن يكون باستطاعة أحد أن يملي على اللبنانيين أن يتحملوا مزيدا من الضرائب والارتهان لما يسمى بالمجتمع الدولي، بل سيتم العمل على بلسمة ما سيأتي من مجلس الوزراء”، مشددا على أن “المرحلة المقبلة أي الاستعداد للإنتخابات النيابية هي مفصلية، لأن هذا الاستحقاق سوف يؤدي تسلسلا الى قيام حكومة جديدة وانتخابات رئاسية جديدة ومواكبة لحكومة تتماشى مع مرحلة انتخابية جديدة للرئاسة، وهذا الموضوع على خطورته وأهميته، يظهر كيف يتعامل بعض الإعلام مع عقول الناشئة في عملية غسيل الأدمغة وتشويه الحقائق والسعي الى الإنعتاق من كل قيمنا ومأثورنا التاريخي والديني والأخلاقي، هذا الذي يراد منه التحلل الإجتماعي والذي يوصل في نهاية الأمر للقبول بأي أمر من الأمور والتماشي مع ما يسمى بالتعايش وأن نصل الى مرحلة نضيع فيها جزءا من تاريخنا وحقنا في الحياة الكريمة”.
وقال: “في ذكرى انتفاضة السادس من شباط هذه المحطة في تاريخ لبنان غيرت مسار الوطن وصححت البوصلة في الإتجاه الصحيح فلم يكن يوما عابرا في تاريخ لبنان، لأن هذه الإنتفاضة حددت أن عدونا الأوحد هو العدو الاسرائيلي وفتحت ابواب المقاومين والمجاهدين باتجاه القبلة والقدس وفتحت لبنان الذي كان محاصرا في اتجاه دمشق، بوابة لبنان، الى العالمية ليس فقط الى الدول العربية، وعلمتنا أن الدماء التي تقدم على سبيل التضحية من أجل بقاء لبنان ليس فقط الوجه العربي وإنما القلب والعقل والتوجه العربي الحقيقي وان لا تفريط بحق أبناء فلسطين وحقهم في العودة الى ديارهم وان يكونوا أسيادا فوق تلك الأرض الطاهرة المقدسة، هذه الإنتفاضة التي واكبها هذا الدم الزكي للشهداء الذين قدموا الأرواح والأنفس من حسن قصير وكثير من الشهداء رغم الإمكانات القليلة لكن المواكبة لهذا الركب الذي أفضى الى التحرير والذي يعد ويستكمل استعدادا لتحرير باقي أرضنا مما لا يزال تحت دنس العدو”.
وتابع: “الحصار الخارجي ما زال مستمرا والبعض يرفع الشعارات التي تحاول أن تدغدغ غرائز البعض وإيهامهم أن اساس المشكلة هو هذا النهج المقاوم وهذا الحلف المقدس مع فلسطين وأنه لا بد من مواجهة هذا المحور لكي يستعيد لبنان تلك المرحلة الذهبية، ولكن الواقع مختلف عما يراد لنا في نهاية المطاف”، موجها التقدير “للجمهورية الاسلامية والشقيقة سوريا، أولئك الذين مع بعض العرب والمسلمين كانوا وما زالوا يقفون الى جانب لبنان في كل المحطات الصعبة وفي مرحلة الإعداد للتحرير والسعي الى التحرير والعمل للتخفيف من بعض الضائقة الإجتماعية”.
وقال: “إن هذه التحية هي تحية وفاء خصوصا أن الجمهورية الإسلامية تحتفي بذكرى عودة الإمام الخميني الذي فجر ثورة غيرت وجه المنطقة بل كل العالم ولا تزال الجمهورية الاسلامية تسير في هذا النهج الممانع والرافض للإملاءات للوصول الى حياة كريمة ليس فيه آحادية قرار على مستوى العالم أبدا”.
وختم حميد: “اليوم حين نعد العدة للوصول الى الإستحقاق نشهد مزيدا من التعنت في الداخل والإستقواء من الخارج، وللأسف من بعض أهلنا الذين لا يدركون مدى قدرة هذا الشعب وصلابته على المضي قدما في خياراته التي لا يمكن التراجع عنها لانها طريق الحق والصواب”.