ابو علي الخيامي / شبكة جبل عامل الإعلامية
على المُسْتوى الشّخصي، لم اتفاجأ بكلام رئيس التيار الوطني الوزير السابق جبران باسيل الذي أدلى به بالأمس على قناة الحدث السعوديّة بقدر ما تفاجأت بتوقيت إطلالته الإعلامية وماهيّة أهدافها السياسية.
الخلاف السياسي مع حزب الله ليس جديدا وعمره سنوات، وهو في كل مرّة كانَ يعبِّرُ عن تفاصيله الصغيرة والكبيرة في الإعلام وفي جلساته المغلقة، كمّا أنّ موقفه السياسي من جبهة الإسناد ووحدة الساحات كان واضحا منذ اليوم الأول(٨ أكتوبر) ولم يخفه أبدا وجاهر به ليلا نهارا بعيدا عن أسبابه وإعتباراته السياسية والشخصية(لا شأن لنا بها).
من البداية ونحنُ نقول أنّ الوزير باسيل وقبله العماد ميشال عون ومعهما التيار الوطني الحرّ ليسوا حزبا سياسيا مقاوما وهم في الأصل لم ينخرطوا في مشروع محور المقاومة في يومٍ من الأيّام، وكلّ ما في الأمر أنّه كان هناك تفاهم سياسي حصل بين طرفين سياسيين لتحقيق مصلحة وطنية وسياسية في فترة زمنيّة معيّنة وانتهى مفعوله مع انتهاء المصلحة.
التيار الوطني الحرّ اليوم هو حزبٌ سياسيّ يمثّلُ ما يمثّل داخل طائفته وله كل الإحترام ونحنُ لا نطلب من قيادته أنْ تكون قيادة مقاومة في السياسة والعسكر تحمل نفس عقديتنا وثقافتنا وتسير وفق توجّهاتنا السياسية لأننا نعلم جيّدا أنها بعيدة كلّ البعد عن ذلك ونتفهّم بشكل كبير أنهم بمكان ما لا يستطيعون قراءة المشهد السياسي محلّيا واستراتيجيا بالطريقة نفسها التي نقرأه فيها لأسباب واعتبارات عدة لا مجال للدخول في نقاشها الآن.
ولكنْ كلّ ذلك لا يُبرِّر أبدا إطلالة رئيس التيار على قناة إعلامية معادية للمقاومة في ظلّ عدوان صهيوني همجيّ يبيد البشر والحجر ويطال كل المناطق اللبنانية ليطلق عبرها تصريحات سياسية في مقابلة لا تفيد ولا تقدّم او تؤَخِّر، إنما يستطيع العدوّ من خلالها استثمار بعض ما قيل فيها لخدمة خطابه ومشروعه الواضح.
مقابلة باسيل وكلامه فيها، رغم بعض التصريحات التي يراها البعض إيجابية ومتمايزة نوعا ما عن خطاب القوات والكتائب وأذنابهم السياسية والإعلامية، كانت مقابلة مُستفزّة ومؤذية بالشكل والمضمون لجمهور كبير يدفع اليوم ثمن تخاذل العالم كلّه وتنصّله من نُصرة الحقّ والإنْسانِيّة لا بل يدعم الإرهاب والإجرام بحق الأبرياء المظلومين ويتآمر عليهم ويشهد من بعيد على إبادتهم لمجرّد أنّهم انتفضوا للدّفاع عنْ أرْضهم وحقهم في العيش بكرامة بوجهِ عدوٍّ مُتغطْرِسٍ مُسْتكْبرٍ لا يوقفه شيئا او احدا ويتصَرَّف على قاعدة أنا “ربّكم الأعلى”..
كان من الأجدى بالوزير باسيل الذي يدّعي أنه وتياره يقفان الى جانب المقاومة في الدفاع عن لبنان ويعتبرها اليوم بأنها تقوم بواجبها الشّرعي الوطني بأنْ لا يظهر بصورة “مقدّم أوراق إعتماد سياسية” تُصْرفُ في الخارج على حساب الوطن وتضحيات شعبه.
كان الأولى يا “جبران” ان لا تسير على خُطَى جعجع وسامي والآخرين في نهجهم الإعلاميّ المُحرِّض احتراما لدماء الشهداء وحرصا على المصلحة الوطنِيّة العُليا والسلم الأهلي في هذه المرحلة الحساسة التي يمرّ بها البلد.