حسن أحمد خليل/ تجمع استعادة الدولة
لا يهم لماذا ستخرج من الحياة السياسية وخيرا تفعل،
لا يهم ان كان قرارا ذاتيا ام ان هناك من اجبرك وقادرا على ذلك. ظهور والدك وبعده انت لم يكن بقدراتكما، بل لأنكما من عصب من قرر ذلك.
لقد تعرضت ما تعرضت له، وطعنك وخانك أقرب المقربين، بينما انت صدقت معهم.
من يتوددون لك اليوم ليثنوك عن الاعتزال قمة الانتهازيون الذين لا يرون فيك الا “قلبه طيب”، “بيجيب اكثر الشارع السني” ،”بنقدر نتفاهم معه، بيأخذ وبيعطي”. لا محبة فيك، ولا إعجابا بمواهبك.
لذلك لم يعد هناك ما تخسره اكثر مما خسرت.
لكن ممكن ان تستعيد بعض رصيدك ببلاش.
انسى استقبال جنبلاط، وزيارة ميقاتي وبري. انساهم جميعهم. لم يعد أحدا منهم يفيدك، بل يبحث كيف يستفيد منك ويعبئ فراغ خروجك.
الان فرصة ان تكون رجل تاريخي.
اخرج إلى الناس كما بدات: “محسوبكم سعد”. صارحهم. عانقهم. اعترف لهم كما اعترف زعماء رواندا وجنوب أفريقيا.
قل لهم انك سعد رفيق الحريري أخطأت وطمعت وابتزتك المنظومة كما تبتزكم. اخبرهم عن الطمع والجشع، وانك زهدت. وستجد آلاف الاحضان تحضنك بسياسة او بدونها.
التاريخ لا يرحم، ويعطي فرص.
اغتنمها تخرج رجل تاريخي لم يفعلها احد قبلك. والناس قلبها طيب. لكن تريد من يصدق مرة، شرط أن تكون صادقا.
اعترف لهم ان السلطة بشعة تدفع إلى المزيد والمزيد من الجشع والطمع. اخبرهم عن سوليدير وبنك مديترانيه ورياض سلامة ولعبة فوائد الليرة والكهرباء والأراضي والمشاعات والاملاك. اخبرهم عن التعيينات وحصة السنة والشيعة والمسيحيين، وأن لا علاقة للدين بهم، بل قسمة قالب الكاتو. اخبرهم عن اوجيرو والخليوي والأشغال والإنماء والأعمار.
اخبرهم عن العصابة الحثالة التي دمرت شعب ودولة ووطن وهجرت وشتتت.
هل تفعلها؟
لا أدري لماذا ينتابني شعور انك ستفعل ذلك.
أفعلها وستجد الالاف في اليوم التالي امام باب منزلك ليقبلوك.