علي خيرالله شريف / شبكة جبل عامل الإعلامية
تنقل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، الخطابات والتصريحات العنيفة والحاقدة لبعض قادة الدول الغربية ومسؤوليها، تساند فيها “إسرائيل” وتحرضها على المزيد من إبادة شعوب المنطقة، وتدعو إلى إرسال قوات إضافية لمشاركة جيش العدو في إبادة الفلسطينيين واللبنانيين وكل من يساندهم.
اتخذ الغرب قراره بإبادتنا، وإزالة فلسطين من الوجود، واحتلال المزيد من دولنا العربية، لكي لا يبقى أي تهديد لأمن إسرائيل. وتخالف الدول الغربية بذلك رأي شعوبها وتقمعها إن احتجت وعارضت سياساتها اتجاهنا. تلك الشعوب التي تتظاهر حالياً ضد العدوان الصهيوني؛ وهذا دليل إضافي على أن ادعاءات الغرب بحمايته للحريات، هي ادعاءات كاذبة.
من ناحية ثانية، اتخذ العدو قراره بتحويل لبنان إلى “غزة” ثانية؛ وراح يُصَعِّد هجماتِه التدميرية على لبنان. وهذه الهجمات ليست هجمات قتالية بل هجمات قتل بكل معنى الكلمة. يحاول من خلالها الانتقام من المقاومة لأنها تكبده خسائر فادحة في الميدان. ومع أنه حشد أكثر من ستين ألف جندي، يعجز هو عن التقدم في القرى الأمامية أمام بضع مئاتٍ من الرجال الأشاوس.
هذه هي حقيقة الحضارة الغربية. فلا تصدقوهم عندما يتكلمون عن القيم وعن حقوق الإنسان، لأنه كلام كاذب ونفاق مؤكد. اليوم يظهرون على حقيقتهم. لا تصدقوا الثورة الفرنسية أنها علمانية وإنسانية. ولا تصدقوا الولايات المتحدة الأميركية أنها تريد حفظ الأمن في العالم وأنها تريد مساعدة الشعوب على التحرر من العبودية. ولا تصدقوا المنظمات الدولية بكل هيئاتها عندما تتكلم عن نشر السلام ومنع الحروب وتوزيع عادل للثروات وتنشيط الاقتصاد العالمي.
تجلَّت حقيقتهم في ارتكاباتهم بحق البشرية؛ في البوسنة والهرسك، في البورما، في أفغانستان، في العراق، في سوريا، في فلسطين، في اليمن، في ليبيا، في السودان، في لبنان، في الصومال، وفي أماكن أخرى عديدة. التاريخ زاخر بجرائمهم في فييتنام وفي شبه القارة الهندية وكل أصقاع الأرض.
وتتجلى حقيقة أخرى يجب علينا أن نصدقها وننشرها، هي أن الدول العربية والإسلامية موجودة كلها على أجندة الإبادة. والأنظمة التي تحكم هذه الدول هي أنظمة غبية لأنها تنفذ وظيفة تخدم الغرب والكيان، ولا تدرك أنها سيتم إبادتها هي الأخرى بعد أن تنتهي مهمتها.
الغرب اتخذ قراره بالقضاء علينا بكل همجية، وأزال القناع عن وجهه الحقيقي. ومحور الم_قا_ومة اتخذ قراره بِكَف شره وإفشال مخططاته، بنقلة نوعية في معركة التصدي. وهذه النقلة النوعية يجب أن تتضمن، بالإضافة إلى الميدان، استنهاض الشعوب والدول وتمتين التنسيق معها، في أميركا اللاتينية وأفريقيا والدول التي ما زالت مواقفها رمادية وتنتظرنا أن نتحرك ونوفد إليها من يزيل الغشاوة عن نواظرها ويشجعها على تأييد قضيتنا. إذن يجب الانتقال بالعلاقات مع هذه الدول إلى مستوى التحالف النوعي الفاعل والصلب، دبلوماسياً وقضائياً وإعلامياً وثقافياً واقتصادياً، لأن الهمجية الغربية لن تتوقف عند حدود دول المنطقة. وبهذا الأداء يكون المحور يلاقي سواعد أولي البأس في الميدان، الذين يُنَكِّلون بالعدو أشد تنكيل، ويسطرون ملاحم النصر القادم، بأحرف من ذهب، وبصورٍ رائعة تتصدر جبين التاريخ.