لن يرتدع العدو إلا إذا ردعناه

جرعة بصيرة(15)

علي خيرالله شريف / شبكة جبل عامل الإعلامية

 

بتاريخ ٦ آب ٢٠٢٤ كتبت مقالا بعنوان “توسعة الحرب هي لمصلحة المحور” ، وفي ٧ أوكتوبر ٢٠٢٣ كتبت مقالاً بعنوان “الطوفان يجرف الكيان”، وبينهما وبعدهما كتبت العديد من التغريدات في نفس المجال، وما زالت قناعتي ذاتها بأن الكيان لا يمكن ردعه إلا بهبَّةٍ واحدة من محور الم_قا_ومة وهو لا يستطيع فتح عدة جبهات بوقت واحد. واليوم نشهد تطورات خطيرة على الساحة يحاول فيها محور الشيطان الأكبر تفكيك وحدة الساحات وفصل فصائل محور ال_مقا_ومة عن بعضها. وفي حال نجح في ذلك، إن خطته هي استفراد الفصائل كلها والقضاء عليها الواحد تلو الآخر. لذا نقول إن العدو يسعى بالتعاون مع أميركا والدول الغربية والعربية، إلى ضرب المقاومة في لبنان ثم في العراق ثم في اليمن ثم في سوريا، ولاحقاً في إيران. ولديه خطط متلاحقة يسعى إلى تنفيدها، تهدف إلى سحق شعوب تلك الدول وإخضاعها، ثم إخضاع باقي شعوب الدول العربية والإسلامية الأخرى واستعبادها، ضمن إطار مشروع إسرائيل الكبرى. وضمن هذا الإطار تندرج تهديدات النتن ياهو وأميركا للحشد الشعبي في العراق، والهجمة على الملف النووي الإيراني، وتكثيف الهجمات في سوريا ولبنان واليمن.

لذا أقولها بالفم النلآن إن الحل الوحيد هو في تمتين وحدة الساحات بأقصى سرعة قبل فوات الأوان، والانتقال من مرحلة الإسناد إلى مرحلة الحرب الكبرى ضد العدو، مهما كان الثمن، على قاعدة “ما غُزِيَ قومٌ في عقر دارهم إلا ذُلُّوا”، تشترك فيها كل دول المحور بشكل قويٍّ وكثيف ومتواصل، وليس بضربات موضعية محدودة الفعالية، وأكرر “قبل فوات الأوان”، لأنها معركة وجود وليس معركة حدود، والسكوت اليوم سيؤدي إلى ما لا يُحمَد عقباه.

لا تقولوا أني أبث التشاؤم، بل أقول الحقيقة التي يجب علينا جميعاً أن نعيها ونتصدى لها مهما كان الثمن.

وأختم بالقول، لا ينبغي أن تقف روسيا والصين موقف المتفرج على ما يجري، لأنهما على أجندة الإخضاع والتدمير التي ينفذها الغرب تجاه كل من لا يخضع له.