حسن أحمد خليل، تجمع استعادة الدولة
كنت اسمع من جدي ومن والدي عن السياسيين اللبنانيين.
ثم كبرت وعاصرت وشاهدت وشهدت، وما زلت لا أصدق، وساخبر طالما حييت.
السياسييون في لبنان ليسوا وحدهم مسؤولون عن حرمان بلدي ان يتعافى.
في السنوات القليلة الماضية وكدليل على الماساة، غش السياسييون، وشركائهم أصحاب المصالح الخاصة، شعب بكامله في بحبوحة اصطناعية إلى أن انكشفت الفضيحة، وأن الودائع وجنى العمر طار، وأن جريمة قتل جماعية ضد الانسانية، ترتكب ببطء.
ثم حصل انفجار نووي قتل ٢١٥ ضحية .
أبرياء ودمر ما دمر، وشرد من شرد.
مؤسسات الدولة انهارت، وافلست الخزينة والمصارف والضمان الاجتماعي والصناديق.
يعم الفساد في كل مفاصل النظام والمجتمع، وتزدحم السفارات طمعا بفيزا هجرة.
سابقا كانت مقاومة ضد الوجود الفلسطيني، والسوري، وولدت وانجزت مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
لكن ليس من الطرفين او الاطراف الأخرى من يتحدث عن الاحتلال الداخلي، ناهيك عن مقاومته. احتلال مادي ونفسي واجتماعي دخل إلى زوايا الدولة والمجتمع والبيوت.
انتفض اللبناني ضد الفلسطيني والسوري والاسرائيلي، وحتى ضد لبناني اخر عندما ظن انه مس بمذهبه او منطقته او خياره السياسي.
جرائم شرف او خلاف مروري ترتكب، او رصاص طائش، تجني ابرياء.
لكن نفس اللبناني هذا لا يتحرك ليقاوم كل من سبب كل هذه المآسي التي طالت كل المجتمع اللبناني. وهو نفسه ينتفض لغيرة الدين، وأكثره ليس ملتزما. قاتل وما زال يستغل حجة حماية الوجود المسيحي، وقاتل الاسرائيلي لتحرير الأرض، وعندما انجز الاستحقاق التاريخي، لم يكترث ان طموح اهل شهيد وردة أصبح الهجرة الى أرض أخرى.
لا تفسير لكل هذه التناقضات، واصعبها انه منذ زمن جدي وابي، وللآن، يردد اللبنانيون وهم ونفاق الوحدة الوطنية، ويعيدون مرة تلو الأخرى انتخاب نفس الزعامات. استبدلوا اقطاع قديم باقطاع جديد، مما جعل البعض يترحم على القديم.
ونفس الرعاة يتحالفون اليوم وكأن الناخبين قطيع مطيع.
هل من تفسير لذلك؟
لا جواب الا اننا سنستمر برفع حالة الوعي إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.