قال رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ في تصريح: “إن مقاربة حزب الله للانتخابات النيابية مع الملاحظات عليها هي أنها مفصلية وغير منفصلة عن الأحداث الساخنة والطاغية والممثلة بالأجواء الاعلامية والسياسية والاقتصادية والمعيشية “الضاغطة على الفكر والعقل” على ما يقول السيد هاشم صفي الدين رئيس اللجنة التنفيذية لحزب الله. وكان قد تيسر لي الاستماع إليه في محاضرة دعت إليها الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين حول الانتخابات النيابية اللبنانية في بعديها الداخلي والخارجي”.
أضاف: “استوقفتني “براغماتية السيد” ومعرفته الدقيقة بالتفاصيل وتأثير السيد الامام موسى الصدر في فهمه للداخل اللبناني وتوليفه للعلاقة بين ما هو “ديني وما هو سياسي” في التعامل مع الشأن العام ومع المكونات اللبنانية على اختلافها. في نظر حزب الله “هذه الانتخابات هي مفصلية”. لماذا هي كذلك؟ يعطي السيد هاشم صفي الدين الجواب: “احتشاد الدول والاقليم هو الذي يجعل من هذه الانتخابات مفصلية”. فهذه الانتخابات فيها “القليل من المصالح الخارجية”. وواقع الأمر فإن التداخل بين المصالح هو ما يحول هذه الانتخابات الى انتخابات سياسية تطغى عليها شعارات “الخارج” خلافا لما هو المعتاد عليه في اي انتخابات نيابية لبنانية سابقة حيث تطغى مصالح الزعماء التي ترتكز الى “ثقافة قبائلية” ما يجعلها تدور في فلك “الاقطاع الطوائفي ما يتيح إمكانية الوصول الى تسويات”.
وتابع: “حاليا هذه الانتخابات تستبعد التسويات بين الزعامات بحكم “العامل الخارجي” الذي يلتقي على الاقل على اضعاف حزب الله ومحاولة “تغيير الاكثرية النيابية” لصالح الخارج الدولي. لكن السيد هاشم مطمئن الى محدودية تأثير الخارج الدولي والاقليمي. فهذا الخارج الدولي الذي راهن على إضعاف حزب الله في العام 2006 فاجأته النتائج وأصبح يعرف جيدا مكانة حزب الله في الداخل اللبناني وفي تأثيراته في الاقليم. ويخلص السيد هاشم الى ان المشكلة هي في كون بعض اللبنانيين “يذهبون بعيدا في قراءة الموقف الاميركي وبناء الاستنتاجات عليه والمطالبة بمؤتمر دولي”. وحقيقة الأمر ان الاميركي يراوغ وغير واثق من تحقيق أهدافه في الانتخابات. أما حول ما يمكن أن تفضي إليه مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي فيستنتج السيد هاشم بأن “فيينا تنتج مناخا لا اكثر ولا اقل”.
وأردف: “ختاما استوقفني ما ذهب اليه السيد هاشم من ان الحزب لا يختار مرشحين من خارجه. وهذا موقف يحمل الكثير من التساؤلات في البيئة الحاضنة للحزب عن دورها ومكانها في الفعل السياسي: فهي تطالبه بتصحيح المسار الانتخابي وخصوصا ان الحياة النيابية هي مكان للتشريع يفترض حضور النخب في البرلمان. فمأساة هذه البيئة أنها لا تمثل في لوائح حزب الله كما أنها لا تسمح لنفسها أن تترشح على لوائح مخاصمة له”.
وختم: “أخيرا ما يستنتجه المراقب السياسي ان العقل هو أحد المفاتيح الرئيسية التي تتحكم بمقاربات السيد هاشم للأمور. وهذا يميزه عن غيره بين قيادات حزب الله سواء كنت تتفق معه او لا تتفق”.