*أكدت نقيبة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع في لبنان، د. رندلى جبور، أن مزارع شبعا جزء من السيادة اللبنانية، مضيفةً “تصريحات المبعوث الأميركي توماس برّاك تعكس جسّ نبض سياسي وتهديدات مبطنة للبنان،* مؤكدة أن الأرض ليست سلعة للتبادل”.
*وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد:* أقرّ المبعوث الأميركي توماس برّاك، في تصريح إعلامي، بلبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ومن جهة أخرى، جاءت تصريحات المبعوث الأميركي التي اعتبر فيها أن أراضي مزارع شبعا لا قيمة لها، وأنه يمكن تبادلها مع أراضٍ محيطة بها.
ما هذا التناقض الوقح؟! يسأل مراقبون، والمؤسف أنه لم يصدر بيان رسمي استنكارًا لهذا الكلام ولهذا التصريح. ويحدثونك عن السيادة والاستقلال.
وفي سياق آخر، شهدنا أخيرًا الإفراج عن جورج عبد الله، جورج إبراهيم عبد الله، الذي أكد من بيروت تمسكه بالمقاومة بعد أربعين عامًا قضاها في سجون فرنسا. جورج، المؤيد للقضية المركزية، قضية فلسطين المحتلة، وقد انتقد كيف أن ملايين العرب “يتفرجون بينما أطفال فلسطين يموتون جوعًا”، مضيفًا: “هذا معيب للتاريخ”.
حول هذه العناوين وغيرها، أجرت مراسلتنا الأستاذة وردة سعد حوارًا صحفيًا مع نقيبة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع في لبنان، الإعلامية والأستاذة الجامعية، د. رندلى جبور، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
هل توافق الحكومة اللبنانية على الطرح الأميركي بتبادل الأراضي عند ترسيم الحدود؟
الأرض هي جزء من الوطن ومن السيادة، وهي ليست سلعة تجارية للبيع أو التبادل. الحكومة اللبنانية لا يمكنها أن توافق على مثل هذا الطرح، فحدودنا معروفة وخرائطنا موجودة في الأمم المتحدة، ومن ضمنها مزارع شبعا. يمكنهم التلاعب بالتاريخ ولكن لا يمكنهم التلاعب بالجغرافيا. ولا نفع لكل تاريخ المقاومة إذا، بعد كل التضحيات، إن تنازلنا عن جزء من أرضنا.
لماذا أثار برّاك أمام الإعلاميين هذا الموضوع ولم يناقشه مع صاحب الفخامة وأصحاب الدولة؟
لأنه يمارس نوعًا من جسّ النبض، ليرى إن كان هناك تلقف أو مقبولية أو العكس، وكيف يمكن التعامل معه. وبناءً على النبض الذي يراه، يبني عليه المقتضى. ردة الفعل السلبية على الطرح نفّسته، وجعلت الأميركيين يبتعدون عن طرحه بشكل رسمي أو علني أو مباشر حتى إشعار آخر.
توم برّاك، المبعوث الأميركي، أعرب عن خيبة أمله بعد زيارته لرئيس الجمهورية اللبناني! ماذا يعني ذلك؟ وما هو الأمر الذي كان يأمل به ولم يجده عند اللبنانيين وسبب له خيبة الأمل في زيارته الثالثة التي رُوِّج لها بأنها ستكون الحاسمة؟
إن الأميركيين اعتبروا أنهم سلّفوا الرئيس جوزف عون غطاءً لانتخابه، وبالتالي اعتبروا أنه يمكن أن يكون منفذًا لمشاريعهم. اكتشفوا أن الرئيس عون لم يمشِ بالطروحات الأميركية التي يمكن أن تؤدي إلى صدام داخلي وتنهي العهد في بدايته، أو يمكن أن تضعه في مواجهة مباشرة مع جزء أساسي من الشعب اللبناني.
الأميركيون أرادوا من الرئيس عون أن ينفّذ مشروع سحب سلاح حزب الله، ولكنهم تفاجأوا بأن الرئيس عون يريد حوارًا لذلك، ويتواصل مع المقاومة بدلاً من أن يتواجه معها. ولذلك، الأميركيون خائبون، وحرّكوا بعدها حملة من الداخل ضد الرئيس عون، وكانت القوات اللبنانية على رأسها.
برّاك تنصل من أي رغبة في الضغط على كيان الاحتلال لوقف اعتداءاته على لبنان، وادعى أن ذلك ليس واردًا في أجندته، كما تراجع عن المشروع الأميركي للتسوية المزعومة في الملف اللبناني.. هل ترون أن هذا التراجع الأميركي تهديد مبطن للدولة اللبنانية بأنها ستكون بمواجهة كيان الاحتلال مباشرة دون وسيط؟ ما هي الخطوة التالية بعد فشل المبعوث الأميركي؟
بل هو تهديد مباشر، وبمثابة ضوء أخضر أميركي لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء في لبنان. الأميركيون هددونا بالمباشر بثلاثة أمور: حرب إسرائيلية، وحرب داخلية، وتحريك المجموعات المتطرفة.
والملفت أن برّاك، في كل مرة، كان يقول كلامًا دبلوماسيًا في الإعلام من لبنان، ثم يهدد عندما يغادر أو في المجالس الخاصة، على قاعدة “كلام يوصل”. وكل حرب إسرائيلية، هناك خلفها وأمامها وإلى جانبها الولايات المتحدة الأميركية.
ماذا تعني حرية جورج إبراهيم عبد الله بعد 41 عامًا من الأسر إن كان للّبنانيين أو للقضية الفلسطينية؟
الظلم قائم، لأن جورج عبد الله كان يُفترض أن يخرج منذ سنوات طويلة. ولكن، في المقابل، رأينا في جورج عبد الله نموذجًا للمقاوم الثابت الذي لا تغيّره الأيام الصعبة خطًا ونهجًا، ورأينا فيه دفعًا للأجيال الجديدة من أجل الاستمرار.
جورج عبد الله فضح من يدّعون بأنهم جماعة حقوق الإنسان.
/انتهى/