مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 24/01/2022
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان
بداية اسبوع سياسية حافلة في البلاد في كل الاتجاهات، حكومة (معا للانقاذ) استأنفت نشاطها بمعاودة مجلس الوزراء جلساته بعد انقطاع فناقشت مشروع قانون موازنة العام 2022 وجدول الاعمال المقرر في جلسة عقدت برئاسة رئيس الجمهورية في قصر بعبدا على ان تليها جلسات مفتوحة بدءا من الغد في السراي الحكومي صباحا ومساءا وقد أقر مجلس الوزراء تقديمات اجتماعية وعين رئيس اعضاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد..
رئيس الجمهورية جدد التأكيد على احترام مبدأ فصل السلطات، قائلا ما حصل في الأشهر الماضية لم يكن وفقا لهذه القاعدة الدستورية ما انعكس على الكثير من المطالب الحياتية للمواطنين..
أما رئيس الحكومة فرأى ان التحديات الحاضرة والداهمة لم تعد تسمح بأي تأخير، ماليا واجتماعيا واقتصاديا..
وبعد ظهر اليوم بدأت رسميا المفاوضات بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي وفق جدولة زمنية لاسبوعين..
والى الهم المعيشي الاقتصادي المالي طغى على المشهد السياسي الانتخابي ثقل (اثنين الحسم) فشخصت الانظار الى بيت الوسط ورصدت القرار الحاسم للرئيس سعد الحريري الذي ووسط تأثر شديد اعلن بعد سبعة عشر عاما من العمل في الحياة السياسية تعليق العمل بها، داعيا عائلته في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها وعدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسمه.
وفي نهاية كلمته وعندما استذكر قول “أستودع الله هذا البلد الحبيب” لوالده الشهيد رفيق الحريري دمعت عيناه تأثرا..
وفور انتهاء كلمة الحريري سجل الدولار ارتفاعا ملحوظا في السوق الموازية..
بعيدا من التطورات الداخلية البارزة المبادرة الكويتية حاضرة بقوة مع تحريك ملف العلاقات اللبنانية-الخليجية، بورقة محددة وبعد ان تمت اشاعة بلبلة حولها دعا مصدر حكومي الجميع الى ان يرحموا هذا البلد ويتفاعلوا بإيجابية مع المساعي الرامية الى إنقاذ لبنان، فيما قال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من قصر بعبدا سنبدأ اليوم البحث بالورقة الكويتية وستكون جاهزة قبل السبت موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في الكويت.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
حسم الخيار …وأعلن القرار…واستراح المحارب على أكثر من جبهة…فيما الخاسر الأكبر هو الإعتدال
من بيت الوسط “يلي ما رح يتسكر” أعلن الرئيس سعد الحريري تعليق عمله بالحياة السياسية داعيا تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها وعدم الترشح للانتخابات النيابيةوعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو بإسمه.
في مجلس الوزراء العائد بنسخة بعبدا إقرار سلة من البنود المعيشية والإجتماعيةوتشريع باب السرايا بدءا من الغدأمام جلسات نقاش مشروع الموازنة العامة عبر جلسات متتالية.
وبالتوازي بدأت اللجنة الوزارية المكلفة بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي بسلسلة الاجتماعات اليومية التي تعقد هي أيضا بدءا من اليوم عبر الوسائط الالكترونية.
وربطا بالمواقف من الموازنةجدد المكتب السياسي لحركة أمل رفض أي ضرائب وأعباء جديدة تفرض على الطبقات المتوسطة والفقيرةلافتا الى أن أيا من هذه الاجراءات من المفترض أن تدرس بشكل متواز مع خطة النهوض الشاملة ومع إعادة نظر جدية وواقعية بالرواتب والمخصصات للقطاعات الاجتماعية.
كما عبرت الحركة عن رفضها التوجه نحو إعطاء أية صلاحيات استثنائية للحكومة في ما يتعلق بالشأن الضريبي والمالي وهو أمر درج عليه المجلس النيابي منذ عقود طويلةوكان دائما على استعداد لمناقشة أية اقتراحات تقدم إليه.
في الموقف من الورقة الكويتيةأوضح وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب ردا على سؤال عن موعد الرد عليهاان البحث فيها سيبدأ اليوم وان الرد سيكون جاهزا قبل يوم السبت المقبل.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون أم تي في
بالدموع المخنوقة وبكلمات ابيه المأثورة ودع سعد الحريري اللبنانيين. استقال من الحياة السياسية معلقا نشاطه ونشاط تياره فيها.
كثيرون من الذين استمعوا اليه وشاهدوه بادلوا دمعه بدمعة. من لم يتعاطفوا معه قلة. فالرجل يختزن في شخصه عناصر كثيرة من عناصر الكاريزما الشخصية. هو قريب وودود وغير مدع ويتمتع بروح شبابية. انه زعيم من طينة اخرى : متواضع، غير فوقي، يعترف باخطائه .
ولفرط تواضعه لا يتردد عندما يكون في احتفال او اجتماع ان يلتقط بنفسه صور السلفي مع الراغبين في التقاط صورة معه. كلها صفات ومزايا تجعله قريبا كثيرا من الناس، بل تجعل صورته قريبة منهم محببة اليهم. فكيف اذا اضفنا الى كل هذه الصفات انه ايضا ابن رفيق الحريري، وهو شخصيا صاحب سلطة ونفوذ ومال لسنوات طويلة في لبنان؟ كل هذه الصفات جعلت لانسحاب سعد الحريري من الحياة السياسية وقع الصدمة.
صحيح ان اللبنانيين كانوا يتوقعون القرار، لكن الاعلان غير التوقع. وزاد من درامية مشهد الوداع ان سعد الحريري ذكر معظم المناطق اللبنانية بكلمات عاطفية، وتحدث عن البطريركية المارونية بحب تماما كما تحدث عن دار الافتاء، فوحد الوجدان اللبناني، وبرز مرة جديدة كرمز من رموز الاعتدال، اي كرمز للبنان كما كان، وكما يجب ان يكون الان، وفي المستقبل، وفي كل آن.
باختصار: سعد الحريري الشخص نجح مرة جديدة في اسر قلوب اللبنانيين ، وعرف كيف ينسحب من المعترك السياسي المليء بالصغار باسلوب الكبار الكبار.
في السياسة الامر مختلف. فالحريري خربط في قراره المشهد السياسي سنيا ولبنانيا. وبداية الخربطة ستتجلى في الانتخابات . فهو اعلن ان عدم ترشحه للانتخابات النيابية لا يتعلق به شخصيا فقط ، بل انه لن يكون هناك ترشح لا من التيار الازرق ولا باسم التيار . اي ان الحريري جر الى ملعبه تيار المستقبل وثلثي الطائفة السنية .
فاذا جرت الانتخابات النيابية من سيملأ الفراغ السني الكبير، طالما ان الطبيعة عموما والحياة السياسية خصوصا تأبى الفراغ؟ وهل القوى السيادية في الطائفة السنية قادرة ان تشكل البديل عن الحريري والمستقبل، ام ان حزب الله وحلفاءه سيتمددون اكثر سنيا بعدما ازاح الحريري نفسه من طريقهم ؟
وفي هذ الحال الا يكون الحريري قد قدم خدمة ذهبية أخرى لحزب الله ولقوى الثامن من آذار ، لكن بلا تسويات وتنازلات هذه المرة ؟ لبنانيا الامر اخطر.
فالحريري طرح من جهة التمسك بالسلم الاهلي ، وعبر من جهة ثانية عن اقتناعه ان لا مجال لاي فرصة ايجابية للبنان في ظل النفوذ الايراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني. كأن الحريري يقول : المواجهة مع النفوذ الايراني ستؤدي حكما الى ضرب السلم الاهلي .
فهل يعني هذا ان على اللبنانيين الاستسلام واطلاق يد ايران واذرعتها في لبنان؟ اليس الاستسلام الذي كان الحريري جزءا منه هو ما اوصل لبنان الى هنا، وهل المطلوب مواصلة الاستسلام حتى تغيير هوية لبنان نهائيا وجذريا؟ وبعد ، في 20 تشرين الاول من العام 2004 استودع رفيق الحريري لبنان اللبنانيين فحصلت تطورات درامتيكية توجت باغتياله وبشطبه من الحياة السياسية.
اليوم وبعد ثمانية عشر عاما على رسالة والده ينتحر سعد الحريري سياسيا ويشطب نفسه بنفسه من المعادلة . افلا يعني هذا اننا على ابواب تطورات درامتيكة تعيد خلط الاوراق على الساحة اللبنانية من جديد؟ اعان الله اللبنانيين ، وحمى لبنان!.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
ما كان تلميحا بات تصريحا، لا ضرائب جديدة، وانما دولار جمركي بسعر صيرفة.
هو أول مؤشرات وضع الموازنة على طاولة مجلس الوزراء التي صرفها التجار سريعا بجنون الاسعار، مع ان كلام وزير المال عن الدولار الجمركي دونه جلسات مناقشة الموازنة في مجلس الوزراء، وإن تمكن من العبور، فبانتظاره جلسات نقاش في مجلس النواب.
اما نقاشات الجلسة الحكومية اليوم فكانت هادئة، مع اقرار بعض المطالب للموظفين وللقطاع الخاص كبدل النقل والمنح الاجتماعية والمنح المدرسية للقطاع الخاص، وهو ما اعتبره الاساتذة المتعاقدون غير كاف، مؤكدين استمرارهم بالاضراب. على ان البحث في تفاصيل الموازنة قد اطلق، والعين على الجلسات المستمرة الى حين اقرارها.
مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي في شأن برنامج التعافي الاقتصادي قد اطلقت ايضا، فيما توقع نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي جولات متعددة من المفاوضات لتشعب الملفات.
اما اللافت في الحياة السياسية اللبنانية اليوم فكان اعلان رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي، وبالتالي عدم ترشحه او اي شخص باسم التيار في الانتخابات النيابية المقبلة..
في المنطقة انتخب اليمنيون اهدافا جديدة للرد على العدوان السعودي الاماراتي الاميركي ومجازره المروعة بحق المدنيين الابرياء، فكانت صواريخهم البالستية وطائراتهم المسيرة رسائل نارية ضد اهل العدوان في جيزان وابو ظبي ودبي، مع التاكيد انها ستتبع بالمزيد ان لم يكف آل زايد وآل سلمان عن التمادي بالعدوان.
اما ما وصفه اليمنيون بالعويل والصراخ المرتفع من كل حدب وصوب، وغضب الجامعة العربية والامم المتحدة وتهديداتهما ردا على المرحلة الثانية من اعصار اليمن، فلا قيمة لها، ولن يسمعها اليمنيون الباحثون عن جثة طفل قتل غيلة مع عائلته تحت ركام منزلهم..
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في
سعد الحريري وتيار المستقبل خارج الحياة السياسية في لبنان.
لو قيل هذا الكلام قبل أشهر قليلة، من كان ليصدق؟
بكل بساطة، لا أحد. فحتى أعتى خصوم الحريرية السياسية لم يتوقعوا أي يأتي يوم يعلن فيه إبن الشهيد رفيق الحريري شخصيا، ليس فقط الامتناع عن الترشح او الترشيح، بل الخروج من المشهد السياسي بالكامل، في موقف شكل صدمة لجميع اللبنانيين، وستبقى تردداته حاضرة على الساحة المحلية، ومعها الاقليمية والدولية المواكبة للبنان، لوقت طويل.
سعد الحريري وتيار المستقبل خارج الحياة السياسية في لبنان. ولكن، ماذا بعد؟
ماذا بعد وطنيا، في ضوء الاختلال الواضح والمستجد على مستوى التوازن؟ ماذا بعد سنيا، في ضوء الفراغ الكبير الذي سيحدثه من دون أدنى شك الموقف المدوي للقوة الأكثر تمثيلا لهذا الوسط؟ ماذا بعد على مستوى الحلفاء الحاليين والسابقين، على وقع حديث وليد جنبلاط عن يتم لبنان وحزن المختارة، وتحميل مناصري المستقبل الغاضبين سمير جعجع مسؤولية وصول الحريري الى ما وصل اليه؟
ماذا بعد على مستوى الخصوم السياسيين، الرافضين تهميش أي مكون، مهما بلغت حدة الخلاف؟ وماذا عن أصحاب الطموح النيابي وحتى الرئاسي، في المرحلة المقبلة؟ والاهم، كيف سيتعامل حزب الله مع الواقع المستجد؟ الاسئلة كثيرة، لكن على الاجوبة أن تنتظر. فهل البديل جاهز؟ ومن سيملأ الفراغ؟ وما تأثير كل ذلك على الاستحقاق النيابي المقبل، وعلى وضعية النظام السياسي بشكل عام؟
في الانتظار، عين على المبادرة الخليجية تجاه لبنان، وعين على جلسات مجلس الوزراء والمفاوضات الرسمية التي انطلقت اليوم مع صندوق النقد الدولي. غير ان البداية من موقف الحريري المدوي، علما ان المعلومات تحدثت عن مغادرته هذا المساء إلى ابو ظبي.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
بين العشرين من تشرين الأول 2004، والرابع والعشرين من كانون الثاني 2022، ثمانية عشر عاما وثلاثة أشهر. في التاريخ الأول استودع الرئيس الشهيد رفيق الحريري لبنان، بعدما قدم استقالة حكومته وأرفق الاستقالة بالإعتذار عن عدم الترشح لتشكيل حكومة الجديدة.
الاستقالة وعدم الترشح، رده الرئيس الشهيد إلى ما سماه “وقائع معروفة” ولم يكن يريد أن يسمي سوريا التي كانت تحمله قرارات دولية وجدتها أنها ضدها.
اليوم، استودع نجله الرئيس سعد الحريري لبنان، لكنه سمى النفوذ الإيراني بالدرجة الأولى، قائلا: “… لأنني مقتنع ان لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الايراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة، أعلن التالي:
أولا، تعليق عملي في الحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها.
ثانيا: عدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار.”
بين الاستوداعين شيء من الفوارق:
الرئيس رفيق الحريري انسحب من الحياة الحكومية، لكنه كان مواظبا على مناقشة قانون الانتخابات التي كانت ستجري في ايار 2005 ، لكن الإغتيال عاجله بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر، بعدما استودع لبنان، قبل ثلاثة أشهر ونصف الشهر على الانتخابات النيابية.
دم الحريري شكل العامل الأساسي للإنسحاب السوري من لبنان وليس لأعادة الإنتشار، كما نص الطائف، وخلق دينامية سياسية إسمها “14 آذار”.
اليوم أنسحاب الحريري تحت مسمى “تعليق العمل في الحياة السياسية وعدم الترشح للإنتخابات النيابية” هو خطوة ذهب فيها الحريري الإبن أبعد بكثير مما ذهب إليه والده:
لا مشاركة في الإنتخابات تعني لا مشاركة في حكومة ما بعد الإنتخابات، وإذا كان تعليق العمل السياسي بسبب النفوذ الإيراني، أولا، فهذا يعني أن العودة إلى العمل السياسي رهن بانتهاء النفوذ الإيراني، لكن هذا النفوذ الذي بدأ تدريجا منذ أربعين عاما، وتحديدا عام 1982، كيف يمكن أن ينتهي؟ وإذا كان اغتيال رفيق الحريري قد أحدث زلزالا في البلد، فإن انسحاب سعد الحريري وتياره، من العمل السياسي، هو بمثابة زلزال ثان لا يعرف ماذا سينجم عنه، فإذا كانت السياسة تأبى الفراغ، فكيف سيملأ ليس انسحاب الحريري فحسب، بل انسحاب تياره ونوابه ومرشحيه المفترضين؟ وبشكل أكثر صراحة ووضوحا: من سيملأ الفراغ في الساحة السنية؟ هل هم الذين خرجوا من المستقبل؟ هل هم الذين على خلاف مع المستقبل؟ هل هناك أحد قادر على جمع شمل هذا التيار الممتد من بيروت إلى عكار فالبقاع فالجبل فالجنوب؟ كيف سيتعاطى حزب الله مع هذا الفراغ، وقد اتهم الحريري إيران، راعية حزب الله؟
الإحباط السني كبير، وهو يحمل اوجه شبه مع الإحباط المسيحي عام 1992، لكن المقاطعة المسيحية شبه الشاملة آنذاك، لم تحل دون إجراء الإنتخابات النيابية، فهل سيتكرر السيناريو ذاته؟
خلط أوراق هائل، وصعب التكهن بما سيجري من اليوم حتى ايار المقبل.
هذا الحدث حجب الضوء عن جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت بعد قرابة المئة يوم من جلسة “الخبطة على الطاولة والمطالبة بقبع القاضي طارق البيطار”.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
قبل سبع عشرة سنة اختار والده تعليق العمل السياسي ..استودع هذا البلد الحبيب الله من دون أن تدمع عينه .. لكن دموعا سالت على استشهاده بعد أربعة أشهر .
اليوم استحضر وريثه السياسي العبارة الشهيرة .. وأودعها بيروت الحبيبة مرفقة بملح العيون.
سعد رفيق الحريري خرج من الدائرة السياسية والانتخابية بترتيبها الحالي وسحب تيار المستقبل من استحقاق أيار معلنا عدم القدرة على تحمل تسويات إضافية .
وفي الأسباب المعلنة التي أفرج عنها الحريري أن تسويات فرضت عليه، من احتواء تبعات السابع من أيار، إلى اتفاقية الدوحة وزيارة دمشق، وانتخاب ميشال عون، وقانون الانتخابات، وغيرها.
وكلها جاءت على حسابه لكنه كان يمنع بها نشوب حرب أهلية استعرض خساراته في الثروة والصداقات الخارجية وكثيرا من تحالفاته الوطنية وبعض الرفاق وللمرة الأولى يسمي ” حتى الإخوة ”
وقالها الحريري ببحصة سندت خابية واحدة : ولأنني مقتنع أن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة، أعلن تعليق عملي في الحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها وعدم الترشح للانتخابات النيابية لا من تيار المستقبل ولا باسم التيار.
وبقراره هذا وضع الحريري الانتخابات على المحك ..وهز عرش مواعيدها أو تحالفاتها إن حصلت ..وترك خلفه “محرومين ” في كل دائرة انتخابية أول من اقام تأبينا انتخابيا كان زعيم الجبل وليد جنبلاط.. فنعى الوطن الذي يتم اليوم وقال: والمختارة حزينة وحيدة لكن اليتامى أبعد من جبل واحد .. ويتسلقون جبالا وأودية من البقاع الى الشمال فبيروت وصولا الى الجنوب.
وقرار الحريري سيوزع خسائره على الحواصل .. سيربك الحلفاء ويصدم الخصوم .. فتعليق العمل السياسي كشف الغطاء عن الاصدقاء في الميدان الانتخابي ..وعرى كل من تخلى عنه وبمفعول رجعي وفي طليعتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع .
فمن غدر معراب .. إلى انقلابات جبران والصدمات الكهربائية لميشال عون وتعنت حزب الله وألبان بري المنتهية الصلاحية ..ورغبة جنبلاط في أكل عنب الإقليم السني وقطف أوراقه في بيروت .. كلها مسببات واقعية دخلت عمق قرار الانسحاب
لكن المسببات الخارجية ظلت حبيسة البحصة القديمة واكتفى زعيم المستقبل بذكر نفوذ إيراني وتخبط دولي من دون الاقتراب من نيران صديقة وهنا السؤال الذي يترك خلفه فراغا في الأجوبة .. هل تخوض السعودية معركة الانتخابات بفريق مواجهة علنية؟ هل تدعم شخصيات ومرشحين من خلف “السماالزرقا ” أم ستتابع سياسة النأي بالنفس ؟
وبأجوبة تقديرية عن واقع لبنان السياسي أن تاريخ السنة في لبنان هو مسار اعتدال وعروبة ولا يمكن تأليب هذا المكون أو تحريكه في وجه أي فريق آخر أما اذا قرر سنة المستقبل وكل لبنان لعب المعركة الانتخابية من أجل التغيير وعزل طبقات سياسية صدئه .. فإن لبنان قد يوضع على خطة الطريق السريع للهرب من بوابات جهنم ومن هذه القراءة يكون سعد الحريري قد دعم قوى مدنية من دون تبن علني .. وأتاح لدم جديد فرصة دخول الحياة السياسية
ولكن لتاريخه فإن الحريري قال كلمته ومشى الى أبوظبي مودعا هنا ألف سؤال وسؤال يتقدمها احتمال تطيير الانتخابات برمتها وستكون مقاطعة الحريري سببا لوضع المخطط التوجيهي للتأجيل ..لأن رئيس مجلس النواب لم يعد يملك الثلث الضامن للرئاسة السابعة ..فيما رئيس الحزب التقدمي صار رئيسا للحزن الانتخابي ..ووقائد القوات اللبنانية سمير جعجع بدأ يعد الاصوات السنية التي سيخسرها من كل حدب وصوب بعد نقمة الشارع السني عليه ..
فأي مستقبل للبنان .. بعد ان ختم الحريري البيت الازرق بالشمع الاحمر.