ميلاد الإمام الحسين عليه السلام

كتب سماحة الشيخ/ حيدر الدمشقي في ذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين و على اصحاب الحسين وعلى حامل لواء الحسين ورحمة الله وبركاته .
أسعد الله أيامكم بذكرى ميلاد سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ” صلوات الله عليهم ” وبهذه المناسبة العطرة أتشرف أن أجمع و اضع بين ايدكم بعض الخصائص الحسينية المقدسة لمولانا سيد الشهداء الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام :
إمتاز الامام – صلوات الله عليه – بكثير من الخصائص و المزايا التي لم ولن يصل إليها حتى الانبياء و الاولياء و الاوصياء من قبله ولا من بعده نذكر منها :

1- أبو الأئمة التسعة: من الخصائص المهمة والبارزة التي يتميز بها الإمام الحسين بن علي (عليهم السلام) هو أنه أبو الأئمة التسعة، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: «إن الله اختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل المضلين، تاسعهم قائمهم».
٢- سيد الشهداء :الخصيصة الثانية للإمام الحسين (عليه السلام) هو أنه سيد الشهداء في الدنيا والأخرة، فقد جاء في الحديث القدسي: «أما إنه سيد الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة » فعندما يطلق لقب (سيد الشهداء) يتبادر إلى الذهن الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام).
٣- الشفاء في تربته:الخصوصية البارزة الثالثة للإمام الحسين (عليه السلام) وهي الشفاء في تربته، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «إن الله عوض الحسين (عليه السلام) من قتله أن جعل الإمامة من ذريته، والشفاء في تربته»، وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: «في طين قبر الحسين (عليه السلام) الشفاء من كل داء، وهو الدواء الأكبر».
٤- بركات زيارته:إن زيارة المعصومين (عليهم السلام) لها فضل كبير، وبركات متعددة، وتستحب زيارتهم جميعاً، ولكن لم يرد في فضل وبركات أحد من المعصومين كما ورد في بركات وأسرار وفضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)؛ وهذا ما يؤكد على خصوصية زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، وآثارها الإيجابية وبركاتها المتنوعة في حياة المؤمنين، وبنية المجتمع المسلم.
والأحاديث في فضل زيارته متواترة ومنها:
ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: «إن أيسر ما يقال لزائر الحسين بن علي (عليه السلام): قد غُفِر لك -يا عبدَ الله- فاستأنف اليوم عملاً جديداً »،
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): «من زاره عارفاً بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له حجة، ولم يزل محفوظاً حتى يرجع إلى أهله »
وعن محمد بن مسلم، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام)؟ قال: «من أتاه شوقاً إليه كان من عباد الله المكرمين، وكان تحت لواء الحسين بن علي حتى يدخلهما الله الجنة».

٥- * { أما خصائص ميلاده الشريف } *

– أولها: الاحترام الخاص للزهراء عليها السلام أثناء الحمل به عليه السلام، وقول النبي صلى الله عليه وآله لها: اني أرى في مقدم وجهك ضوءاً ونوراً، وستلدين حجة لهذا الخلق.
– وثانيها: الاحترام الخاص للتهنئة بولادته فقد صدرت خمسة اقسام من الوحي عندها، فأوحى الله الى رضوان خازن الجنان: أن زخرف الجنان، وطيبها كرامة لمولود ولد لمحمد صلى الله عليه وآله، وأوحى الله الى الحور العين: ان تزين وتزاورن كرامة‌ لمولود ولد لمحمد صلى الله عليه وآله، وأوحى الله الى الملائكة: ان قوموا صفوفاً بالتسبيح، والتحميد، والتمجيد، والتكبير، كرامة لمولود ولد لمحمد صلى الله عليه وآله.
وأوحى الله الى جبرئيل: ان اهبط الى النبي محمد صلى الله عليه وآله في الف قبيل –والقبيل الف الف ملك- على خيول بلق، مسرجة، عليها قباب الدر والياقوت معهم الروحانيون بايديهم حراب من نور، أن هنؤا محمداً صلى الله عليه وآله بمولوده ، فتأمل في هذه الكيفية والجمعية الخاصة لهذه التهنئة.
-ثالثها: الاحترام الخاص لتسميته، فانه قال تعالى لجبرئيل عليه السلام بعد ذلك، واخبره: «اني سميته الحسين» ‏، فالتسمية منه بالخصوص، وقد سماه في كتابه ووصفه بأوصاف خاصة، وجعل له في السموات اسماء خاصة كما في الروايات.
-رابعها: الاحترام الخاص لتعزيته فانه قال تعالى بعد التسمية بالحسين عليه السلام لجبرئيل بعد التهنئة: عزه وقل له: ان امتك ستقتله.
-خامسها: الاحترام الخاص لقابلته، فانه تعالى قد ارسل حورية خاصة فائقة على الحور عند ولادته، فكانت قابلة له هي ومن معها من الحور العين ‏.
-سادسها: الاحترام الخاص لمهده فقد عاذ فطرس بمهده.
-سابعها: الاحترام الخاص لتحريك مهده، حركت مهده الملائكة وميكائيل.
ثامنها: احترام خاص لمناغاته في المهد، فجعل يناغيه في المهد جبرئيل عليه السلام .
-تاسعها: احترام خاص لرضاعه فجعله من لسان نبيه وابهامه ، مع ان لثدي الزهراء عليها السلام شرافة لا اشرف منها، لكن حيث ان النبي صلى الله عليه وآله أشرف وافضل تحقق له بالنسبة اليه مصداق ما في زيارة جابر له: (غذتك يد الرحمة ‌ورضعت من ثدي الايمان وربيت في حجر الاسلام) .

-عاشرها: احترام خاص للباسه فاًهدى اليه بالخصوص لباساً، قال فيه النبي صلى الله عليه وآله حين ألبسه: هذه هدية اهداها الي ربي للحسين، وانا ألبسه اياها، وان لحمتها من زغب جناح جبرئيل .
– حادي عشرها: احترام خاص لقبره: فزاره قبل دفنه كل نبي من آدم الى الخاتم، ولم يسمع ابداً بقبر لغيره يزار قبل دفن صاحبه فيه .

وصلى الله على الباكين على الحسين عليه السلام .

-كربلاء المقدسة
الشيخ حيدر الدمشقي