كتب سماحة الشيخ حيدر الدمشقي في ذكرى ميلادد قمر بني هاشم عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
– قال الامام زين العابدين عليه السلام : رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه، فأبدله الله عزّ وجلّ منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب ، وان للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطونها جميع الشهداء يوم القيامة
– قال الامام جعفر الصادق عليه السلام : كان عمنا العباس نافذ البصيرة ،صلب الإيمان، جاهد مع ابي عبد الله عليه السلام، و أبلى بلاء حسنا، ومضى شهيدا.
لقد امتاز أبو الفضل العباس عليه السلام في ولادته على سائر الناس بما يمتاز به العظماء من اولياء الله في ولادتهم حيث كانت ولادته “عليه السلام ” محفوفة بالارهاصات ومشحونة بالقرائن و المقدمات الدالة على عظم منزلة المولود عند الله تعالى ومقامه الشامخ لديه، فهذا الإمام علي عليه السلام قبل أن يولد له العباس بل وقبل أن يتزوج بأمه أم البنين ينبىء عن ولادته ويخبر عن مواصفاته ويشير إلى ما يتحلى به من قوة الإيمان و طهارة النفس وشجاعة القلب و رحابة الصدر و مكارم الاخلاق وأنه سوف يعضد أخاه الإمام الحسين عليه السلام في مهمته ويفديه بنفسه ويضحي بما لديه من أجله ويستشهد في كربلاء بين يديه وقد صرح عليه السلام بذلك كله عندما افضى بامره الى اخيه عقيل بن ابي طالب وهو يستشيره في قضية زواجه بعد استشهاد سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حيث قال : انظر لي أمرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي ولداً يكون شجاعاً وعضداً وينصر ولدي الحسين عليه السلام ويواسيه في طف كربلاء.
هذا ولا يخفى ان ولادة أبي الفضل العباس ( عليه السلام ) كانت في المدينة المنورة بتاريخ اليوم الرابع من شهر شعبان المعظم سنة 26 هجرية ،
امتاز أبو الفضل العباس عليه السلام على غيره بإنتمائه إلى أسرة كريمة وبيت مبارك، فلقد تولد في أسرة رفيعة وترعرع في بيت منيع حتى أنه باعتراف التاريخ قد فاقت أسرته كل أسرة طهارة وشرفاً ، وعلا بيته كل بيت مجداً وعزاً ، كيف لا وهو من الأسرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء و من البيت الذي وصفه الله تعالى بقوله: ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ..)
ولا يخفى عليكم ان أبا الفضل العباس عليه السلام قد حوا من المكارم والمحاسن ومن الأخلاق والآداب ما لا يمكن قصرها في مجال ولا حصرها في مقال و لذلك جاءت ألقابه الدال على بعض من تلك المكارم والمحاسن والمشيرة إلى نماذج من تلك الآداب والفضائل عديدة وكثيرة ورفعة و منيعة نذكرها أولا سردا” بحسب ترتيب اشهرها لدى الناس.
١-باب الأمام الحسين عليه السلام
٢- باب الحوائج
٣- الساقي
٤- ساقي عطاشى كربلاء
٥- قمر بني هاشم
٦- قمر العشيرة
٧- حامل اللواء
٨- بطل العلقمي
٩- كبش الكتيبة
١٠- سبع القنطرة
١١- العبد الصالح
١٢- العابد
١٣- الطيار
١٤- الشهيد
١٥- الصديق
١٦- الحامي
١٧-المحامي
١٨- ظهر الولاية
١٩- قائد الجيش
٢٠ – المستشار
٢١- الواقي
٢٢- الوافي
٢٣- الساعي
٢٤- المصفي
٢٥- حامل اللواء
٢٦- كافل السيدة زينب
٢٧- الكفيل
ومن اهم الخصائص العباسية لمولانا العباس صلوات الله عليه ( النسب الشريف) لاسك في الانتماء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالنسب يعد فخرا وشرفاً للإنسان وكيف لا ورسول الله صلى الله عليه وآله هو فخر البشرية وشرفها وعز الإنسانية وسؤددها فكيف بمن انتمى إليه عن قرب ومت اليه بصلة غير بعيدة ؟! وذلك مثل مولانا العباس بن علي ابن أبي طالب الذي ولد مباشرة وبلا فصل لنفس رسول الله ووصيه الأمين الأمام علي ابن أبي طالب عليه السلام الذي قال في حقه القرآن الكريم : ( وأنفسنا وأنفسكم )
ومن الخصائص العباسية ايضاً لمولانا العباس هو ( الرحم الطاهر ) حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الجنة تحت اقدام الأمهات ، وقال صلى الله عليه وآله : اختاروا لنطفكم ، فمولانا العباس أمه السيدة فاطمة الكلابية المعروفة بالسيدة أم البنين صلوات الله عليها هي زوجة أمير المؤمنين علي عليه السلام والمعروفة بمواقفها العظيمة في نصرة الإسلام وفي محاربة الطغات وعشقها الكبير دائما وارتباطها بالأمام الحسين وهي المعرفة عند المؤمنين بباب الحوائج الى الله تعالى.
أسعد الله ايامكم جعلنا الله واياكم تحت لواء العباس عليه السلام في الدنيا والاخرة.
كربلاء المقدسة: 5/3/2022