بقلم// جهاد أيوب
منذ زمن تعرفت على قيمة تشكيلية تفيض محبة، والتقينا والتقينا، واكتشفت قوافل أشعارها كما ألوانها، وحنان ألوانها كما مفرداتها الشعرية…والأهم من كل ذلك وضوحها، ووضوح مواقفها، ووضوح الصورة لديها…وعشقها للأنسنة، نعم هي إنسانة غنية بانسانيتها تصرفاً وقولاً وفعلاً…
إنها التشكيلية والشاعرة مها بيرقدار الخال …
عرفتها حينما كانت بيروت تشكل الثقافة العربية رغم أوساخ الحرب الأهلية، وبعد سنوات من العلم والسفر والعمل غابت صداقة لم تدم، إلا أن مها المبدعة حاضرة دائماً، وحينما أنجبت للفن المحترم ورد ويوسف الخال تربعت على عرش الأم التي عرف أن تربي…
مها إنسانة شفافة، عميقة البوح، وسريعة الضحكة، لا تحقد، لكنها تضع النقاط على الحروف.
مها لا تجامل، لكنها لا تحب أن تجرح غيرها، وتحاول أن توضح انزعاجها بأدب وكبرياء…
مها لا تكذب من أجل مصلحة أو صناعة المشكل، لكنها تتجمل لتصالح هذا مع ذاك، وتسعد إن تصافت القلوب حتى لو كانت على حسابها الشخصي…
مها وطنية ومواطنة تحترم خياراتها، لكونها تحترم خياراتك…هي مدافعة عن الأرض والمظلوم، ولا تمرر الحقيقة في وهم الدجل في الحق…
خسارة أن يتوه الزمان دون أن نعيد ما انقطع، ولكن زماننا أشرس من الشراسة، وأصعب من الصعاب، ومع ذلك، وبمجرد ذكر هكذا قيمة كما ذكر مها تزدهر اللحظة، وتتفوق، وتتربع هي على عرش الذاكرة والفرح وتلك الأيام التي اغتالها زمن الأوغاد في بلادنا…
خسارة أن تهرب اللحظات الجميلة دون أن ترسم ملامح الاحترام، ومها هي الوقار وبياض الحوار، وحوارها من ذهب، ولوحاتها التشكيلية غاية بالفرح تستحق القراءة، واشعارها ضمير الإنسان الحر…