العين على جنوب الليطاني

كتبت صحيفة “الديار”: اتجهت الانظار في الساعات القليلة الماضية الى الحدود الجنوبية للبنان التي شهدت تفعيلا لعمل لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد أشهر من تجميده، وبدا واضحا ان الطرف الاميركي الذي دفع باتجاه احياء هذه اللجنة راض على القرارات والاجراءات التي تتخذها الحكومة والجيش اللبناني بعكس ما تم التداول به عن خيبة خارجية من مقررات جلسة الخامس من أيلول.

 

أجواء ايجابية

 

وتشير مصادر رسمية الى ان أجواء ايجابية تسيطر بالبلد نتيجة نجاح الحكومة في جلستها الاخيرة بتنفيس الاحتقان الذي كان قائماً، لافتة في حديث لـ<الديار» الى ان ذلك لا يعني التراجع عن قرارها بحصرية السلاح وانما تنفيذه بحكمة وبما يؤمن مصلحة البلد اولا، سواء من خلال تفادي اي صدام داخلي او من خلال تجنب تقديم التنازلات المجانية للعدو الاسرائيلي قبل تنفيذ التزاماته وعلى رأسها الانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، تحرير الاسرى ووقف الخروقات والاعتداءات.

 

وبحسب معلومات «الديار» فان خطة الجيش وكل الجهود اللبنانية الرسمية ستتركز في الشهرين المقبلين على انهاء حصرية السلاح جنوبي الليطاني حصرا، على ان تواكب واشنطن ذلك بالضغط على اسرائيل للانسحاب من النقاط المحتلة وتسليمها للجيش ليتم الانتقال بعدها لحصر السلاح شمالي الليطاني.

 

حراك بطابع عسكري

 

وأرادت واشنطن ان يتخذ حراكها في الساعات الماضية تجاه لبنان طابعا عسكريا، اذ قررت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي وصلت إلى بيروت صباح الاحد، حصر زيارتها بالمشاركة

 

باجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي التأم في رأس الناقورة وبمرافقة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر بجولة عبر طوافة تابعة لليونيفيل جنوب الليطاني.

 

وبما يؤكد النية الاميركية بتفعيل دور لجنة الاشراف على تطبيق اتفاق وقف النار، أشارت المعلومات الى تبلّغ لبنان بتغيير رئيس هذه اللجنة على ان يستلم مهامه خلال 3 أسابيع.

 

ونفت مصادر رسمية لـ»الديار» ان تكون أورتاغوس قد طلبت مواعيد للقاء المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.

 

وبعد لقائه الرئيس عون السبت، التقى قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي ADMIRAL CHARLES B. COOPER على رأس وفد مرافق، في حضور رئيس لجنة الإشراف الخماسية (MECHANISM MAJOR GEN. MICHAEL LEENEY)، قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة الاحد. وأعلنت قيادة الجيش ان الاجتماع تناول البحث بالأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش في ظل التطورات والتحديات الراهنة.

 

الموقف الاسرائيلي

 

وبالرغم من الاشارات الايجابية التي ترسلها واشنطن بما يتعلق بالسعي لإلزام اسرائيل بملاقاة الخطوات اللبنانية المتخذة سواء من خلال الحكومة او قيادة الجيش، الا ان الجو الاسرائيلي لا يزال غير متعاون ويدفع باتجاه الحلول العسكرية. اذ ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «الجيش الإسرائيلي يعتقد أن (حزب الله) ما زال يحتفظ بعشرات الصواريخ الدقيقة وآلاف الصواريخ التقليدية وكمية كبيرة من الطائرات المسيّرة، وبعضها من صنع ذاتي، رغم أن خطّ التزويد بالأسلحة انقطع مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وهذه الأسلحة كافية لتهديد أمن إسرائيل».

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري كبير أن «(الحزب) يسعى بكل قوته لإعادة بناء قوته العسكرية، خصوصاً في الجنوب والبقاع، والجيش الإسرائيلي يلاحقه ويسعى لمنع نشاطاته عبر عمليات القصف والاغتيالات الدقيقة».وأضاف: «الجيش اللبناني يحاول، ولكن محاولاته منقوصة؛ أولاً لأن (الحزب) مصمم على استعادة قوته، ومثابر على ذلك. وثانياً لأن السلطة اللبنانية تسير بحذر وخوف. وثالثاً لأن الجيش لم يتخلص بعد من عناصر نفوذ لـ(حزب الله) في صفوفه».

 

وبحسب الصحيفة الاسرائيلية، فإن تل أبيب تطالب الإدارة الأميركية بأن تدعم خططها لتحطيم «حزب الله» عسكرياً. ونقلت عن احد المصادر قولها أن «واشنطن تطالب إسرائيل بتخفيف عملياتها العسكرية، التي تضعف الحكومة اللبنانية ومساعيها لإعادة البناء. لكن إسرائيل ترد بالقول إنه لا يمكن تقوية السلطة اللبنانية وجيشها من دون إضعاف (حزب الله)».

 

شروط حزب الله

 

بالمقابل، يربط حزب الله اي تعاون من قبله في مجال الجلوس على الطاولة للنقاش باستراتيجية الامن الوطني بمجموعة شروط باتت واضحة ذكّر فيها يوم أمس عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين الذي شدد على «وجوب إخراج العدو من أرضنا ووقف اعتداءاته وتحرير أسرانا والبدء بعملية الإعمار، لنجلس بعدها ونضع خطة الاستراتيجية الدفاعية واستراتيجية الامن الوطني، وتتحقق حصرية السلاح» .وقال: بمحرد التخلي عن السلاح سيبدأ العدو بإحتلال لبنان، في سياق المخطط الذي تحدث عنه نتنياهو رافعاً خارطة إسرائيل الكبرى أمام كل العالم وعلى شاشات التلفزة، ضمن سياسة التوسع في الجغرافية والسيطرة والتسلط على المنطقة ونحن لن نسمح لأحد بأن يسقط المقاومة لأنها تشكل العامل الأساسي لقوة لبنان، وبدونها سيعيدوننا إلى مقولة عشناها لعشرات السنين وتقول أن قوة لبنان في ضعفه».