بري يحذر من عدم وجود ضمانات

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: يتريّث “حزب الله” في اتخاذ قرار الردّ على الاستهداف الإسرائيلي لرئيس أركانه هيثم الطبطبائي. وقد لا يذهب الى الرد العسكري، إنما السياسي، بناء على نصائح لبنانية وإيرانية، وفق ما أشار مصدر مطلع الى “الأنباء الالكترونية”.

 

وفي الوقت الذي يحاول رئيس الجمهورية جوزاف عون تجنيب لبنان أي مخاطر، وتحديداً بطرحه التفاوضي الأخير، أتى الرد الإسرائيلي بالتصعيد العسكري، لا سيما أن أي حرب مماثلة للحرب الإسرائيلية الأخيرة تنبئ بما هو أخطر من رسالة استهداف الطبطبائي.

 

وبالمقابل، بدت لافتة رسالة تهنئة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرئيس عون، لمناسبة عيد الإستقلال، بتوقيتها ومضمونها، إذ أشار الى أن لبنان “موجود على مفترق طرق تاريخي، مع فرصة لرسم مسار نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي للبنان وشعبه”. وأشاد ترامب في رسالته “بالقرارات الشجاعة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية”.

 

سقوط الاتفاق!

وفي سياق متصل، من الواضح ان إتفاق السلام الذي وقّع في شرم الشيخ قد فشل، في ظل استمرار استباحة العدو الاسرائيلي لغزة، وتأجيل مؤتمر إعمار القطاع بحسب ما كشفت مصادر مصرية، بالاضافة الى استمرار التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة العربية.

من هنا، فإن المشهد العام في المنطقة لا يدفع الى أي بارقة أمل بكبح جماح الغطرسة الاسرائيلية والمضي في أعمال العنف العسكري والتمدد السياسي، بغطاء أميركي.

بري يحذّر!

ووسط كل ذلك، صدر الموقف التحذيري من رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن أخطر ما في الاعتداء على حارة حريك هو أنّه أعاد الضاحية الجنوبية وبيروت إلى دائرة الاستهدافات الإسرائيلية، محذراً من أن هذا التطوّر “شديد الخطورة ويؤكّد غياب أي ضمانات حقيقية لحماية العاصمة وضاحيتها”.

 

واذ رأى مصدر مراقب عبر “الأبناء الإلكترونية” أن كلام الرئيس بري وتحديداً المتعلق بغياب أي ضمانات لحماية بيروت وضاحيتها، من الممكن أن يؤشر الى رسائل خطيرة وصلت الى الدولة اللبنانية بعدم تحييد المرافق الحيوية والبنى التحتية في العاصمة، أشار الى أن ذلك يجعل اللبنانيين يعيشون في حالة من عدم الاستقرار، وكذلك التأثير على الموسم السياحي.

 

الدفاع السلبي!

ومن الواضح أن رد “حزب الله” مستبعد، وذلك لعدة إعتبارات عسكرية إستراتيجية وسياسية على رأسها عدم خرق اتفاق وقف الأعمال العدائية.

وأعلن نائب رئيس المكتب السياسي لـ “حزب الله” محمود قماطي في تصريح صحافي بعد العملية الإسرائيلية أن “التصدي للمعادلة التي يحاول العدو رسمها وجعلها أمراً واقعاً يحتاج الى معادلة قوة مضادة ترسمها الدولة والجيش والمقاومة معاً وتسقط معادلة الاستباحة والمعادلات السياسية لم تعد تنفع وكل الخيارات مفتوحة”.

وفي السياق، رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن جوني في حديث الى “الأنباء الإلكترونية”، أن الحزب لن يقوم بأي رد عسكري سواءً من قبله أو من خلال أي صيغة أخرى، “لأن ذلك سيؤدي الى شن إسرائيل هجمات عنيفة مكثّفة وبدء مرحلة جديدة من الحرب”، لافتاً الى أن “حزب الله” غير جاهز الآن للدخول في حرب، وسيتم احتواء الاغتيال والتركيز على الدفاع السلبي وليس الدفاع الإيجابي.

وشرح جوني أن المقصود بالدفاع السلبي الاحتماء والاختباء ورفع درجة الحماية من التهديدات والثغرات الأمنية وغير الأمنية، مشيراً في هذا السياق الى أنه “يضغط على الدولة أكثر ويحمّلها المسؤولية”.

ورأى أن معادلة الردع سقطت منذ نهاية الحرب، كما أن مسألة الرد إذا كانت ستحصل ستشعل الحرب، ولن تقوم هذه المرة الا بشكل إقليمي وحاسم ولمرة نهائية.

 

البابا والجنوب؟!

التحضيرات جارية على قدم وساق لزيارة البابا لاوون الرابع عشر، اذ أعلن امس الحرس الجمهوري عن الإجراءات الأمنية خلال زيارة خليفة مار بطرس إلى لبنان. والظاهر أن برنامج زيارة البابا سيكون حافلاً ومن أبرز المحطات موقع انفجار مرفأ بيروت، في الوقت الذي ينتظر فيه أهالي الضحايا والرأي العام نتائج التحقيقات. وعلى خطٍ موازٍ، طرحت بعض الأوساط سؤالاً، لماذا لا يزور الحبر الأعظم الجنوب الجريح؟