بين الهزيمة المُطلقة والانتصار المغشوش.. كيان هش يستند على “عُكّاز” 

| فراس فرحات | باحث وكاتب سياسي

 

‏لمن يريد معرفة ما بعد إيقاف النار في غزة عليه أن يسأل ماذا حققت إسرائيل من هذه الحرب وجوديا؟

هل انتهت حماس عسكريا؟ هل تمركز العدو؟ هل هُجّرت غزّة؟ ولماذا جُمعت لحظة التوقيع في الكنيست مع قمة شرم الشيخ؟

النتيجة واضحة.. إعلان عن تحالف (ناتو) جديد موسع يشمل دول اختمعت لتطويق روسيا إيران والصين، اولا..

واعلان ولادة مشروع إسرائيل الدولة الكُبرى تحت بند ابراهام التطبيعي العربي بفرض سلام بالقوة لا بالتفاهم السليم.. بتحويل دول عربية إلى جسر عبور لممر أمريكي واضح المعالم والمطامع ومحاصرة التعددية القطبية بتثبيت معادلة أمريكا فقط لا غير مع رعاع وليس حلفاء..

فلا حلفاء ولا شركاء للدولة “الترمبية” الجديدة مع مراعاة اللوبيات الصهيونية..

وإلا، لماذا دعوة دول وسط اسيا وشرق أوروبا واليابان وغيرها وهي بمعظمها خارج القضية في الشرق الأوسط؟ بل انها بعيدة كل البعد عن الواقع الجغرافي؟

ولماذا استبعاد من كان في قلب المعركة من لبنان وسوريا واليمن..

كما ان رفض إيران كان حاسما بمنع الولايات المتحدة الأمريكية من إظهار صورة التوافق على المشروع وان بصورة فوتوغرافية جامعة كان يسعى ترمب اليها لتسويق حالة مُعاكسة لكسر التحالف الروسي الإيراني الصيني وهذا لم ولن يناله..

إذا نحن امام متغيرات كبيرة تُبنى على خلق “محاور” اجتمعت تحت غطاء السلام المزيف لمواجهة الصين روسيا إيران..

من هنا نرى ان الهدنة لا تعني إلغاء الحروب بل استكمال المشروع بمخططات جديدة.. وما حصل في الكنيست اليوم ما هو إلا عملية جراحية لكيان كان في غرفة انعاش ينتظر الموت فجاء الأمريكي لانقاذه عبر أوكسجين مصطنع لن يدوم طويلا..

هذا الكيان وعجزه وحالته المترهلة يقف اليوم على “عكاز” أمريكي.. متى سُحب من تحته وقع.. اعتمد على مشهد صورة تواجد ترامب في غزة ليُشاع للعالم انه انتصار ولكن في خفايا الأمر ما هو إلا انكسار وخسارة… على قاعدة إن لم تتمكن من إعلان الفوز عليك باستخدام الصورة لقلب المشهد والتعتييم على الحقيقة.

ترامب اليوم بتواجده أعلن في العلن انتصار وولادة اسرائيل ليخفي حقيقة هزيمة الكيان.