دعموش : لن نقبل أن يعود لبنان إلى زمن الضعف

أحيت “الهيئات النسائية” في “حزب الله” في منطقة بيروت، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمينين العامين ل”حزب الله” السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وذلك في احتفال حاشد أقيم في مجمع سيد الشهداء في الرويس في الضاحية الجنوبية تحت شعار “نمضي ولا نحيد”، في حضور رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش، مسؤولة “الهيئات” في بيروت عبير سلامي، عائلتي الشهيدين السيد نصر الله والسيد صفي الدين، عوائل شهداء وجرحى، فاعليات نسائية وحشد من الأخوات.

 

افتتح الاحتفال، بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ثم كانت وقفة مع النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب. ومن ثم، تم عرض مشهدين للسيدين الشهيدين وهما يرحبان بالحاضرين في المجمع عبر شاشة عملاقة، ثم كانت وصلة فنية مع كورال “فدك الفني” التي قدمت باقة من الأناشيد من وحي المناسبة.

 

بعد ذلك، ألقت زينب نصر الله كريمة الشهيد السيد حسن نصر الله، كلمة قالت فيها:

“إننا لن ننهزم نتيجة استشهاد قائد عظيم مثل سماحة السيد ، بل سنحمل دمك ورايتك وأهدافك، ونمضي إلى الأمام بعزم راسخ، وعشق للقاء الله تعالى، ولقاء جميع الشهداء”.

 

وأضافت:”إننا نقول للعدو، كما قلت يوم تأبينك للحاج رضوان، لقد ترك لكم سماحة السيد عشرات الآلاف من المقاتلين المجهزين الحاضرين للشهادة، فأنتم ظننتم أنكم بقتلكم سيدنا وقائدنا أننا سنضعف ونتخلى عن خيار المقاومة، ولكن نحن أبناء وبنات تلك السيدة المفجوعة المثكولة التي وقفت من بين الأجساد الممزقة والرؤوس المقطوعة لتقول، “فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا”، واليوم فإننا نقول لأميركا وإسرائيل وكل من يتواطأ معهما حتى ظهور الإمام ، كيدوا كيدكم، وناصبوا جهدكم، فو الله لا تمحون ذكرنا، ولا تميتون وحينا، وهل رأيكم إلاّ فند، وأيامكم إلاّ عدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين”.

 

وشددت زينب نصر الله على “أننا قوم كلما ارتقى لنا شهيد، ازددنا إيمانا وتمسكا ويقينا، فكيف بكم وقد قتلتم سيدنا وقادتنا، وهذا العدد الكبير من الشهداء، وبالتالي، كونوا على يقين أن سيل الدماء الشريفة هذا، سيجرفكم إلى مزبلة التاريخ، وستبقى أسماء شهدائنا محفورة بماء الذهب في تاريخ لبنان، ليبقى لبنان وطنا مستقلا شريفا مقاوما رافعا رؤوس جميع العرب والمسلمين، ليكون مفخرة الأمة”.

 

الشيخ دعموش

بدوره، رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش ألقى كلمة أشار فيها إلى أنه “في الحرب التي شنها العدو الصهيوني على مدى 66 يوما كان هدفه سحق المقاومة، والقضاء عليها، ولكنه فشل في تحقيق هذا الهدف بفعل الملاحم البطولية التي سطرها مجاهدونا في مواجهة العدو، الذي حاول على امتداد أيام الحرب أن يتوغل في الجنوب ليسيطر عليه، ولكن التصدي البطولي لمقاومينا منعه من ذلك، وفي الأيام الأخيرة من الحرب شعر بالعجز، ودخل في حالة استنزاف حقيقة، وهذا ما اضطره إلى القبول بوقف الحرب”.

وقال الشيخ دعموش:” لقد كان العدو يعتقد أنه بقتله للأمينين العامين ولخيرة قادتنا ومجاهدينا يمكنه أن يحبطنا أو ينال من إرادتنا وعزيمتنا وقوتنا، أو يكسر إرادة أهلنا وشعبنا، ولكنه سرعان ما اكتشف أنه واهم وواهن، فقاومتنا بقيت ولم تسقط رايتها، وثبت شعبنا رغم التضحيات الجسيمة، وأصبح أكثر تمسكا بالمقاومة وأكثر حضورا في الميدان وفي كل الاستحقاقات”.

 

وأكد الشيخ دعموش أننا “اليوم في سياقنا ووضعنا الطبيعي، على الرغم من الخسارة المؤلمة لقادتنا والتضيحات الكبيرة التي قدمها أهلنا، وعملنا يسير بسلاسة ووتيرة عالية، ومؤسساتنا الصحية والتربوية والإجتماعية والثقافية والإعلامية تعمل بفاعلية، وحضورنا السياسي جيد، وقدراتنا وجهوزيتنا الجهادية عالية، ونحن نتجنب الحديث عن قدراتنا وإمكاناتنا في الإعلام، ليبقى الغموض لدى العدو، ولكننا نتعافى ونزداد قوة وجهوزية واستعدادا لمواجهة التحديات.

 

وقال الشيخ دعموش:” لقد ظن الأميركي والإسرائيلي وحلفاؤهما أن المقاومة أصبحت ضعيفة، وأن ما جرى في الحرب الأخيرة يشكل فرصة للإجهاز على المقاومة، وأنه يمكنهم من خلال القرارات والضغوط السياسية والإعلامية والإعتداءات المتواصلة والتهديد بحرب جديدة، أن يحققوا ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب الأخيرة، وأن يخضعوا المقاومة، وأن يفرضوا عليها الإستسلام والإنصياع لقرارهم بنزع السلاح، ولكنهم فوجئوا بصلابة موقف المقاومة وفوجئوا أكثر بتشبث شعبنا بسلاح المقاومة”.

 

وأضاف:”لقد أعلنا مواقف صلبة وحاسمة بعدم تسليم السلاح، وأن من يواجهنا سنخوض معه معركة كربلائية حسينية، فكان لهذه المواقف الأثر الكبير في إرباك الأعداء، ولذلك جمدوا اندفاعتهم مؤخرا، وإن كانوا مستمرين بالضغط علينا بإشراف أميركي، ولا زالوا يهددون بالحرب، ويتواطأ معهم أدواتهم في الداخل”.

 

وشدد الشيخ دعموش على “أن الوحدة الوطنية هي من الثوابت بالنسبة لنا، والتنسيق بيننا وبين حركة “أمل” قوي، ونحن نتعاون ونتفاهم على كل شيء، وهذا عامل إضافي من عوامل قوة لبنان”.

 

وأكد “أننا مستعدون لكل الإحتمالات، وهناك سعي أميركي إسرائيلي لجعل الجيش شريكا في الحرب على المقاومة، بدل أن يكون شريكا للمقاومة في مواجهة العدوان وحماية لبنان، والإهتمام الأميركي المتزايد هذه الأيام لدعم الجيش، ليس ليقوم بدوره في مواجهة العدوان الإسرائيلي، بل ليقوم بما هو مطلوب منه أميركيا وإسرائيليا وهو نزع سلاح المقاومة”.

 

وجدد الشيخ دعموش التأكيد “أننا لن نقبل أن يكون الجيش أداة يتم تسليحها لمواجهة المقاومة، ولن نقبل وضع الجيش في مواجهة شعبه خدمة لأميركا وإسرائيل، ولن نقبل أن تنتزع منا قوتنا وأهم عناصر الدفاع عن وجودنا ووجود لبنان خدمة لأميركا وإسرائيل، وكل محاولات جعل الجيش شريكا في الحرب على المقاومة، يجب إحباطها وإفشالها، وهذه مسؤولية كل اللبنانيين، لأن من مصلحة الجميع أن تبقى هذه المؤسسة الوطنية درعا قويا لحماية لبنان، والحفاظ على وحدته واستقراره وسلمه الأهلي”.

 

وختم دعموش مشددا على “أن يدنا ممدودة للجميع لمواجهة مثل هذه الأخطاء والتحديات التي يحاول العدو أن يفرضها علينا وعلى بلدنا، لأننا لن نقبل أن يعود لبنان إلى زمن الضعف والوهن ويستباح من الخارج والداخل، ونحن سنكمل طريقنا بكل عزم وقوة رغم الضغوط الكبيرة التي تمارس علينا وعلى بيئتنا وأهلنا، وواثقون من نصر الله تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).

 

وفي الختام، قدمت دروع تقديرية لعدد من جريحات “البيجر”، قبل أن يختتم الاحتفال ببث صوتية لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، يقول فيها، “إلى اللقاء مع انتصار الدم على السيف، إلى اللقاء في الشهادة، إلى اللقاء في جوار الأحبة.