مُحمَّد عفيف..

كتب حسن علي طه

 

بعد استشهاد السيّد حسن نصرالله لمع اسم محمد عفيف بشكل لافت،

حمل “الحاج محمد” حزب الله على كتفيه يوم غاب كثر، وسار بثبات إلى جوار من أحب.

يروي الصحافي جوني منير أنّه بعد المؤتمر الصحفي الأوّل لمحمد عفيف اتّصل به وقال له: “نقلة موفّقة من الإعلام إلى السياسة”، فأجابه الحاج: “هي نقلة موفّقة من الدنيا إلى الآخرة”.

محمد عفيف، وقبل توليه مسؤولية العلاقات الإعلامية عمل في العديد من المواقع وترك فيها بصمته.

فهو مستشار الأمين العام الإعلامي،

وهو مدير أخبار “المنار” خلال حرب تمّوز 2006، أمضى أيام الحرب في غرفة الأخبار التي كانت هدفًا محتملاً في أية لحظة وخصوصا بعد الضربة الأولى.

لم يكن محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية للحزب بالمعنى الضيّق للكلمة، بل بنى الجسور الطيّبة حتى مع أشرس الخصوم.

أمّا مع الإعلاميين الأصدقاء فقد تجاوز علاقة العمل ليصبح أبًا وأخًا، يستطلع همومهم وآلامهم، ويعرف حتّىأخبارهم وأعطال سيّاراتهم، امتلك قلوبهم قبل أن يدخل عقولهم.

يروي الحاج عادل، وهو صاحب “إكسبرس” في شارع معوّض: “كنّا نفتقده إن مرّ يوم دون أن نراه، فكان يوميًّا يمرّ بسيّارته الصغيرة يقودها بزجاجها غير المفيّم، يسلّم ويلاطف الحاضرين”.

خلال الحرب أصبح محمد عفيف كابن عقيل في الكوفة.

كان يصعب عليه أن يجد مكانًا لمؤتمر صحفي يعقده،

حتّى أصبحت المباني المقصوفة والمهدّمة وروضات الشهداء ملاذه لعقد مؤتمراته الصحافية.

بعد استشهاد السيّد حسن، اتّصل محمد عفيف بأحد المسؤولين الصحيّين طالبًا منه أن يودّع جثمان السيّد، وبعيدًا عن مدى تحقّق رغبته، أبى إلّا أن يكون رفيق درب السيّد في الدنيا والآخرة.

محمد عفيف اسم طُبع في قلوبنا وأسر عقولنا.

محمد عفيف أثبت وأكّد كيف يكون المنبر موقعًا، والميكروفون عبوة، والكلمة رصاصة حدّ الاستشهاد.

محمد عفيف، أو الحاج محمد، لم يكن يحتاج الى أي لقب آخر،

ففخامة الاسم تكفي.