يجب التنبه.. الشيخ النابلسي: إسرائيل في حالة انشغال مرضي بالحروب

| د. صادق النابلسي | استاذ جامعي

 

‏تروج إسرائيل أنّ اجتياحها للبنان عام ١٩٧٨ (عملية الليطاني) ثم عام ١٩٨٢ (سلامة الجليل) ما كان ليحصل لولا عملية الساحل (كمال عدوان- ١١ أذار ٧٨) التي نفذتها مجموعة تابعة لحركة فتح، ومحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرغوف( ٣حزيران ١٩٨٢). وما حصل من هجوم على تجمع يهودي في سيدني قد تضعه إسرائيل في سياق المبررات نفسها لاجتياح لبنان مجدداً أو لحرب أخرى على سوريا أو إيران.

هل تحتاج إسرائيل فعلاً إلى إعادة تكرار فكرة (الذريعة) الباهتة نفسها؟ الجواب نعم.إظهار أن الوجود اليهودي مهدد في كل العالم ضروري لاستمرار أعمالها العدوانية. التلاعب بالرأي العام العالمي لتبرير حروبها حتى ولو لم تكن تتناسب مع الفعل الذي تعرضت له.

إسرائيل في حالة انشغال مرضي بالحروب. دائماً ما تبحث عن شرارة تعيدها إلى الحرب كي تصل إلى مأمولها في الاستيطان والاحتلال والسيطرة على الموارد.

المشكلة في بلادنا أنّ هناك من يتفاعل مع الذرائع الصهيونية بشكل إيجابي وكأنّ الأرض الفلسطينية واللبنانية والمصرية والسورية والأردنية لم تُبتلع قبل هذه الأحداث.

أيضاً يجب التنبه إلى أنّ الكثير من الأعمال العدائية تجاه اليهود التي يظهر للوهلة الأولى أنها من فعل غير اليهود، يتبين لاحقاً أنها من فعل اليهود الصهاينة أنفسهم أو عملائهم الذين تم تجنيدهم لخلق “الذريعة”.

العصابات الصهيونية قبل تأسيس إسرائيل عام ١٩٤٨ كانت بارعة في قتل اليهود من أجل إسرائيل ومشاريعها. بمعنى آخر أنّ اليهود ليس لهم أهمية في حد ذاتهم بل بالنسبة للصهاينة هم مجرد أدوات، كما يقول

أديسون: “اليهود مثل المسامير والأوتاد_ ليس لهم قيمة في ذاتهم.

أهميتهم لكي يحتفظ الهيكل بتماسكه”، والمطلوب لغسل عار إسرائيل بعد مجازرها في غزة ولبنان وإعادة إبراز صورة مظلوميتها التاريخية وتصحيح صورتها وتبرير وجودها وأفعالها، أن يكون هذا الذي حصل اليوم في سيدني !