| مريانا أمين |
تستعد فرنسا لإنتخابات بلدية في ١٥ آذار المقبل، وسط منافسة شديدة بين اليمن واليمين المتطرف في مواجهة اليسار وقواه السياسية.
الدورة الثانية في ٢٢ من الشهر نفسه.وتشير استطلاعات الرأي الى أن بلديات فرنسا مقبلة على تغييرات كبيرة في ضوء تعاظم الأزمة الاجتماعية والتخبّط السياسي للمجموعة الحاكمة، وانعدام رؤية واضحة للخروج من الأزمات الداخلية والتي تعبر عن نفسها بالاضرابات حينا وبالفوضى احيانا.
عضو البرلمان الحالي “دافيد غيرو ” يترشح لمنصب عمدة مدينة Roubaix روبيه المدينة المعروفة بتنوّعها الثقافي.
غيرو أعلن ذلك خلال مهرجان سياسي بحضور 600 شخص، جاؤوا ليعبّروا له عن دعمهم للنائب الشاب. حضروا بوجوه متفائلة مؤمنة بفوزه على منافسيه، لأنهم يعتبرونه صوت البسطاء وضمير العمال ويعبّر عن مشاعرهم وهمومهم، فبالنسبة لمناصريه لم يكتفِ “دافيد غيرو” بالكلام عنهم، بل عاش بينهم وشاركهم تفاصيل حياتهم اليومية، فكان واحدا منهم في كلّ شيء.
“David Guiraud” اليساري، في الثالثة والثلاثين من عمره، عضو في البرلمان عن دائرة الشمال: انتُخب لأول مرة عام ٢٠٢٢ في الدائرة الانتخابية الثامنة للشمال، وأُعيد انتخابه في الانتخابات المبكرة عام ٢٠٢٤. وهو حاليًا عضو في لجنة المالية بالجمعية الوطنية.
أما اليوم بترشحه للانتخابات البلدية لعام ٢٠٢٦ في مدينة Roubaix ” روبيه” يعكس برنامجًا سياسيًا يساريًا واضح المعالم، يركز على قضايا مثل التوظيف والإسكان والسياسات التي تُناسب الأحياء العمالية.
في حين أن مسيرته المهنية تتميز بنهضة وطنية قوية وجذور محلية في الشمال، فإن مسيرته ومواقفه، لا سيما تجاه قضايا فرنسية حساسة او قضايا دولية، لا سيما الشرق الأوسط، تثير دائما جدلا واسعا، إن كان في البرلمان أو عبر اللقاءات الاعلامية خاصة التلفزيونية منها.
“دافيد غيرو”بترشحه لمنصب عمدة روبيه، يسعى إلى ترجمة هذا الزخم المحلي والوطني إلى المستوى البلدي.
وخلال هذا المهرجان الذي أقيم بتاريخ ٧ تشرين الثاني الحالي، كشف عن أهم مقترحاته لتحسين حياة السكان وأعلن عن الأسماء الأولى لفريقه.
وإذا رجعنا قليلا للتحدث عن تاريخه في العمل البرلماني فعُرف بتفانيه في الدفاع عن حقوق العمال، وكان صوته قويا في وجه الظلم خاصة لقضايانا في الشرق الأوسط.
لذلك كان المهرجان الانتخابي متنوع الحضور بأصولهم المختلفه. من هنا رأينا المشهد ليس كمجرد تظاهرة انتخابية وحسب بل شهادة صادقة على أن هذه الشخصية لا تميّز بين إنسان وآخر، وأنها ترى الجميع شركاء في بناء الوطن ومستقبله.
ورغم أن ترشحه من خلال حزب “فرنسا الأبية”، فإن دائرة دعمه إتّسعت لتضم حلفاء من أطراف سياسية مختلفة، بل ومن أشخاص لا ينتمون إلى أي حزب، يجمعهم الإيمان بصدقه وثقتهم بأنه يمثّل صوتهم الحقيقي، لأنه قد تجاوز الانتماء الحزبي ليصنع جبهة عنوانها الانسان أولا.
فهل الارادة الشعبية ستجعل من المدافع عن القضايا الإنسانية ومن بينها الشرق الأوسط رئيسا لبلديه روبيه لتصنع فارقا؟
في النهاية محبة الناس لا تشترى، بل تُزرع بالعمل والاخلاص وتثمر ثقة لا تزول.