رأى الكاتب والمحلل السياسي فراس فرحات أن ما تشهده الساحة السورية اليوم، مع وصول الجماعات المسيطرة على سوريا إلى الحكم، يندرج في سياق مشروع تدعمه الولايات المتحدة ويخدم أهدافها وأهداف العدو الصهيوني في المنطقة، مؤكدا أن السيناريو المقبل في سوريا يتجه نحو مزيد من التعقيد والفوضى.
وأوضح فرحات في مداخلة على قناة المسيرة، أن ما يسمى بمحاربة الإرهاب لا يعدو كونه غطاء سياسيا وعسكريا لإعادة إنتاج الفوضى، مشيرا إلى أن التنظيمات الإرهابية التي يجري استهدافها اليوم جرى تأسيسها وتمويلها سابقا من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول العربية.
ولفت إلى أن النموذج الذي صُنع تحت عنوان “داعش” يجري توظيفه مجددا لتبرير التدخل العسكري والقصف تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
وأعتبر أن الضربات التي تُنفذ لا تهدف إلى القضاء على التنظيمات المتطرفة، وإنما تُستخدم لتكريس واقع جديد يقوم على تقسيم سوريا وتمزيقها، مع استمرار حالة الفوضى ومنع قيام حكم سوري مستقل يفرض سيطرته على كامل الجغرافيا السورية.
وأضاف أن الجمهورية السورية، بصيغتها السيادية الجامعة، لم تعد موجودة على أرض الواقع، في ظل تعدد القوى والكيانات التي تسعى لانتزاع مناطق نفوذ خاصة بها.
وأشار إلى أن المشهد السوري بات مفتوحا على مشاريع تفكيك طائفية وعشائرية ومناطقية، تُدار جميعها ضمن مقاربة أميركية تهدف إلى إضعاف الدولة المركزية وتحويل البلاد إلى كيانات متنازعة، معتبراً أن هذه الفوضى تشكل الطريق الأسهل لتمرير المخطط الصهيوني الأميركي في المنطقة.
وبين أن تقسيم سوريا يمثل مرحلة أساسية في مشروع أوسع يستهدف إعادة رسم التوازنات الإقليمية، موضحا أن الهدف التالي بعد سوريا هو تركيا، في ظل ما وصفه باحتشاد قوة ثلاثية تضم العدو الصهيوني وقطر واليونان في مواجهة أنقرة.
وأكمل أن الخطاب المتداول حول ضرورة إضعاف تركيا وفرض رد قاس على قيادتها لم يعد مجرد مناورة سياسية، وإنما تحول إلى وقائع عملية على الأرض.
وكشف أن معطيات متداولة تشير إلى أن حكومة العدو الصهيوني طلبت من جيشها تبني ما يسمى “المرحلة الثانية” من المشروع، والتي تشمل ثلاث دول، مؤكدا أن بوابة هذا المخطط تمر عبر سوريا المنقسمة والمأزومة.
وشدد على أن المشروع الأميركي في سوريا يكاد يُفرض كأمر واقع، اقتصاديا وسياسيا، ضمن إطار ما يسمى “الشرق الأوسط الجديد” وتوسيع التوازن الصهيوني، وصولا إلى مشروع “دولة إسرائيل الكبرى” الذي يمر حتما عبر تفتيت سوريا على هذا النحو.