عقدت كتلة الوفاء للمقاومة جلستها الدورية بتاريخ 27/11/2025 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، وتداولت الكتلة في قضايا وشؤون سياسية ونيابية عدَّة تتصل بلبنان وفلسطين والمنطقة وصدر عن المجتمعين البيان التالي:
شهادة جليلة ومباركة تقلَّد وسامها بالأمس القريب، *القائد الجهادي الكبير السيد هيثم الطباطبائي (السيد ابو علي)* مع ثلةٍ من إخوانه المجاهدين الأبرار قاسم برجاوي ومصطفى أسعد برّو ورفعت أحمد حسين وإبراهيم علي حسين، وكان ارتقاؤهم قرباناً عظيما. في نهج المقاومة والدفاع عن الوطن وسيادته، والالتزام الثابت بحق شعبنا المشروع في التصدي للاحتلال ومواجهة المعتدين مهما غلت الأثمان وعظمت التضحيات.
وإن إقدام العدو الصهيوني على اغتيالهم في مبنى سكني وسط الضاحية الجنوبيّة من العاصمة بيروت، ليس عملاً استباقيّاً بل هو عدوانٌ مستمرٌ وجريمةٌ موصوفةٌ وتهديدٌ لأمن اللبنانيين جميعاً وعبثٌ باستقرار البلد كله.
وأمام هذا العدوان وأبعاده ودلالاته تسجِّل كتلة الوفاء للمقاومة ما ياتي:
ترى الكتلة أنَّ من حق لبنان وشعبه القيام بكل ما من شأنه أن يؤدِّي إلى كفِّ يدِ العدو ويمنع تطاوله على حرمات شعبنا وسيادته الوطنيّة.. وأنَّ المجتمع الدولي يتحمَّل المسؤوليّة القانونيّة والسياسيّة في عدم إدانته الاعتداء الصهيوني على بلدٍ مؤسِّس، ويتحمَّل مسؤوليته تجاه حفظ أمنه وحقِّه في استرجاع أرضه المحتلَّة.
إنَّ دماء المقاومين وأفراد وضباط جيشنا الوطني وأبناء شعبنا الأبي ستفرض على العدو الصهيوني المجرم الاندحار والخيبة في تحقيق أهداف مشروعه العدواني التوسعي.
انقضت سنة كاملة على وقف إطلاق النار ولم يشهد لبنان منذ ذلك الوقت أيَّ التزامٍ إسرائيلي بوقف الاعتداءات فيما عاين اللبنانيون ومعهم العالم بأسره انتهاكات العدو الصهيوني براً وجواً وبحراً ضد الأفراد والبيوت والقرى والمؤسسات المدنية، وضد الزراعة والصناعة والتعليم والبلديات إضافةً إلى استهداف المدنيين وأفراد الجيش اللبناني والقوات الدوليَّة العاملة في الجنوب، بتغطيةٍ مريبةٍ ومُوَاكَبَةٍ دائمةٍ من الراعي الأميركي المتنكِّر لضماناته والمتسَلِّط المزهو بصلفه ووقاحته وغطرسته.
سنةٌ انقضت وشعبنا المعتدى عليه وبلدنا المنتهكة سيادته وحرمته، ومقاومتنا المتجملة بصبر الالتزام بما التزمت به انطلاقاً مما توجبه المصلحة الوطنيّة في هذه المرحلة، وأنَّ حقوق اللبنانيين وأمنَهُم وكرامتهم ومصالحهم لا يمكن أن تُرتَهَنَ لنزقِ ذلك الكيان العنصري العدواني الذي لا يردعه عن انتهاكاته قانون دولي ولا دولة قاصرة عن الدفاع عن سيادة بلدها وكرامة شعبها.
والأنكى من ذلك كله أنَّ العدو المحتل وبمساعدة جوقة من الانتهازيين المستسلمين يبرِّرون الاعتداء على لبنان وشعبه ويعتبرونه دون وجه حق أو منطق عملاً استباقياً ضدَّ رد فعل مفترض او محتمل يمنع استقرار الاحتلال ويدافع عن سيادة البلد المنتهكة.
وفي سياقٍ موازٍ لهذا المسار العدواني نفسه، يستمرُّ العدو أيضاً في اختلاق الذرائع والحجج الواهية لخرق وقف إطلاق النار في غزة، فيقتل الفلسطينيين بالعشرات ويدمِّر ممتلكاتهم وأرزاقهم ويجرف أراضيهم سيما في الضفة الغربيّة ويكثِّف ضغوطه الأمنيَّة والاقتصادية لجعل الضفة منطقةً غير صالحةٍ للسكن في إطار التمهيد لتصفية القضيّة الفلسطينية بالكامل.
إنَّ ما يسمى بالمجتمع الدولي وما يتبع له من مؤسسات ومنظمات يقفون موقف شاهد الزور المتواطئ، أو في أحسن الأحوال موقف المتفرِّج دون المبادرة لاتخاذ مواقف جديَّة وحازمة تلجُمُ الإجرام الصهيوني المدعوم أميركيّاً وغربيّاً وتوقفه عند حد، وهذا ما يضع هؤلاء جميعاً في موقع الشراكة في الجريمة أو في موقع المصداقيّة المزيفة والساقطة.