لا أمن ولا استقرار في المنطقة ما دام التغوّل الإسرائيلي متواصلاً

كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: باتَ معلومًا أنّ لبنان لن ينعم بالسلام والاستقرار، طالما أنَّ العدو الإسرائيلي مستمر بعدوانه السافر مستهدفًا الحجر والبشر، في سبيل كبح أيّ تحرّك جدي يدفع بالولوج إلى مخرج لسياسة المماطلة التي تنتهجها إسرائيل لتنفيذ مخططاتها في الداخل اللبناني.

 

رسالة بالنار

 

وما كان جليًّا مشهد الغارات العنيفة التي طالت فجر أمس السبت معارض الجرافات والآليات الثقيلة، إذ اعتبرت مصادر مراقبة عبر “الأنباء” الإلكترونية أنّ هذه المستجدات “تحمل رسالة واضحة لما ينتظر لبنان خصوصاً بعد اتفاق غزة”، مشيرةً إلى أنّ هذا التصعيد يأتي في سياق الاستفزاز المقصود، سواء تجاه حزب الله أو تجاه الداخل اللبناني.

 

النائب جنبلاط يدين العدوان

 

في السياق، دان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط العدوان الإسرائيلي الذي طال منشآت صناعية في مدينة المصيلح، داعياً دول “الميكانيزم” “للتحرّك الفوري ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، التي تشكل خرقاً فادحاً للقرارات الدولية وانتهاكاً لسيادة لبنان”.

 

النائب جنبلاط سأل عن دور دول ” الميكانيزم” التي لم تستطع القيام بأي تحرّك جدي يضع حدًّا للغطرسة الإسرائيلية اللامتناهية. وفيما آخر اجتماع للجنة “الميكانيزم” كان في الحادي والعشرين من شهر أيلول الماضي، وانتهى من دون أي نتائج ملموسة، حيث تتوالى الانتهاكات الإسرائيلية، علمت “الأنباء” الإلكترونية أنَّ واشنطن تتوقع زيادة في الاعتداءات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية، ومن هنا وجب لفت نظر الأصوات “السيادية” بضرورة المطالبة بالانسحاب الاسرائيلي الكامل والالتزام باتفاق الهدنة، من دون تحميل المقاومة تبعات العدوان، فذلك بالفعل يُزوّر الحقيقة ويتّسم باللامنطقي.

 

نوايا إسرائيلية خبيثة

 

وفيما لا تتوانى إسرائيل عن انتهاز الفرص لصالح نواياها الخبيثة، إلا أنَّ العدو يحاول اليوم الانتقال إلى خلق حالة توتر بين المدنيين، بحسب المصادر، عبر توجيه ضربات تطال حياة الناس ومصادر رزقهم، في ما يُعتبر مستوى جديداً من التصعيد، بعدما كان العدو يبرر عملياته بأنها تستهدف شخصيات أو مواقع تابعة لحزب الله، فإذا بهذه الاعتداءات اليوم تُظهر زيف تلك الادعاءات.

استنكار للعدوان على الجنوب

 

في إطار متصل، توالت المواقف التي استنكرت الاعتداء الإسرائيلي الأخير، حيث أجرى الرئيس وليد جنبلاط وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى اتصالاً تضامنياً بالرئيس نبيه بري، تأكيداً على وحدة الموقف.

 

بدوره، لفت وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني خلال جولة في موقع الاستهداف إلى أنَّ المشهد يؤكد همجية العدو الذي لا يريد للبنان أن ينهض، واصفاً ما حصل بالمجزرة والإجرام.

 

“الحزب” على موقفه ولكن!

 

قرأ حزب الله العدوان الإسرائيلي على المصيلح على أنَّه محاولة جديدة لمنع الناس من العودة إلى حياتهم الطبيعية. وفي الوقت الذي يربط فيه متابعون مسار لبنان بخطة ترامب في غزة، رأى العميد المتقاعد خليل الحلو أن إسرائيل لا تنتظر إبرام اتفاق مع حركة حماس أو توقّف الحرب في القطاع، لتصوب سهامها في اتجاه لبنان، معتبراً أن الاعتداءات المستمرة منذ توقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني الماضي، خير دليل على ذلك.

 

محاولة جديدة في شرم الشيخ

 

وفي الوقت الذي يبقى فيه المشهد اللبناني مفتوحاً على أكثر من احتمال في ظلّ العربدة الإسرائيلية، يلقي رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي يوم الإثنين، لينتقل بعد ذلك الى شرم الشيخ حيث تُعقد قمة دولية تحت عنوان “قمة شرم الشيخ للسلام”، برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، والهدف المزمع: إنهاء الحرب وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي، فيما تؤكد مصادر إقليمية أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة طالما لا أنَّ إسرائيل تفعل ما تشاء من دون ضوابط.