قنديل: أهدافنا الوطنية والعربية تتحقق بالصمود والمواجهة والمقاومة لا بالتنازلات
داغر: لن نتخلّى عن ثوابتنا ومقاومتنا مهما كان حجم التضحيات والتحديات
في إطار اللقاءات الشهرية التي تنظمها لجنة نصر المقاومة في الجبل، أقامت اللجنة لقاءها الدوري الشهري في بلدة مجدلبعنا في منزل السيدة سميرة عبد الخالق ونجلها رئيس دائرة الجرد في الحزب الديمقراطي اللبناني يامن عبد الخالق. وتحدث في اللقاء رئيس تحرير جريدة “البناء” النائب السابق ناصر قنديل الذي استعرض التطورات والأحداث في لبنان وفلسطين والمنطقة في سياق المواجهة ضدّ كيان العدو “الإسرائيلي”.
حضر اللقاء مسؤول قطاع الجبل في حزب الله الحاج بلال داغر، عضو المجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني لواء جابر وعدد كبير من أعضاء الحزب ومناصريه، وفد موسّع من الحزب السوري القومي الاجتماعي، الباحث في الاقتصاد السياسي الخبير أحمد بهجة، والسيدات في لجنة نصر المقاومة وجمع من المدعوّين.
بداية ألقت السيدة سميرة عبد الخالق كلمة رحّبت فيها بالحاضرين وأكدت بإسم لجنة نصر المقاومة الاستمرار في النشاط الهادف الذي يشمل كلّ مناطق الجبل بوجود مجموعة من السيدات المناضلات والمؤثرات بشكل إيجابي جداً في المجتمع.
كما كانت كلمة ترحيبية لرئيس دائرة الجرد في الحزب الديمقراطي اللبناني يامن عبد الخالق نقل فيها تحيات رئيس الحزب الأمير طلال أرسلان إلى الحاضرين، وأكد الاستمرار في النهج الوطني الداعم للمقاومة بشكل كامل، لأنّ عدوّنا أبعد ما يكون عن لغة السلام وهذا ما يتأكد يومياً من خلال استمرار اعتداءاته على لبنان رغم مضيّ أكثر من عشرة أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار.
وألقى مدير التحرير المسؤول في جريدة البناء رمزي عبد الخالق كلمة قدّم فيها للمحاضِر فأشار إلى حضوره الكبير ودوره المؤثر لجهة تعبئة الرأي العام اللبناني والعربي في كلّ الساحات ليس فقط على المستوى الإعلامي بل أيضاً في مختلف المجالات السياسية والثقافية والنضالية. وقد أطلق عليه القائد الإعلامي الشهيد الحاج محمد عفيف لقب “المفكّر المقاوم”، كما وصفه الأمير طلال أرسلان بأنه “موسوعة متنقلة”.
بعد ذلك استهلّ قنديل كلمته بتوجيه شكر خاص إلى لجنة نصر المقاومة وسيداتها اللواتي يتميّز نشاطهنّ بالكثير من الصدق والالتزام وتقديم مصلحة الوطن والمقاومة على كلّ شيء آخر.
ولفت قنديل إلى أنّ هذا اللقاء يمثل أبلغ ردّ على محاولات البعض عزل المقاومة وحصرها في بيئة معيّنة، ويثبت أنّ هذه العائلة المقاوِمة الكبيرة التي أرسى دعائمها وركائزها شهيدنا الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله لها امتدادها الواسع في كلّ البيئات، وهي بالتأكيد ليست بيئات مختلفة إنما هي بيئة واحدة وعائلة واحدة، عابرة للطوائف والمذاهب، ولن تنجح كلّ المحاولات في زرع التفرقة والتباعد في ما بينها.
وقال قنديل: إنّ المرحلة التي نمرّ فيها اليوم تطرح أمامنا جملة تحديات سواء في الداخل اللبناني، أو في سياق الصراع مع العدو، خاصة في ظلّ عدم التزام هذا العدو بموجبات اتفاق وقف الأعمال العدائية واستمرار اعتداءاته التي تطال أكثر من منطقة في لبنان، وهذا ما يجعل السؤال لدى الكثيرين عن احتمال عودة الحرب، لكن من خلال مؤشرات عديدة يمكننا القول إن لا عودة إلى الحرب لأنّ العدو لا يستطيع ذلك خاصة أنّ جيشه منهك ويحتاج أن يعيد تأهيل نفسه، لا سيما بعد حرب غزة وحرب لبنان وما تكبّده على الجبهتين من خسائر هائلة يصعب ترميمها في فترة قصيرة، هذا إضافة إلى خسائره الفادحة أيضاً في الحرب مع إيران واليمن.
وأوضح قنديل أنّ العدو يعرف تماماً أنّ عودته إلى الحرب الواسعة والشاملة على لبنان تعني عودة حزب الله ومقاتليه إلى منطقة جنوبي الليطاني، وهذا طبعاً ما لا يريده العدو، لذلك نقول إنّ الهدف من التهويل بالحرب هو جعل الداخل اللبناني يمارس المزيد من الضغوط على المقاومة لكي تسلّم سلاحها في كلّ لبنان وليس فقط في جنوبي الليطاني، وذلك من أجل الذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع كيان العدو تؤدّي في نهاية المطاف إلى التنازل عن كلّ شيء كما يحصل في سورية حيث التفاوض المباشر قائم في أكثر من عاصمة، وذلك بعد إفراغ سورية من عناصر قوّتها نتيجة قيام العدو بتدمير مقدرات الجيش السوري.
وأكد قنديل أنّ تاريخ الصراع مع العدو “الإسرائيلي” يعلّمنا أنّ العرب لا يمكنهم من خلال التنازلات تحقيق سلامهم واستقرار بلدانهم وتوفير الأمان والرخاء لشعوبهم، كما هو حاصل في الأردن ومصر والسودان وغيرها، والآن ما يحصل في سورية، بل انّ الأهداف الوطنية والعربية تتحقق بمواجهة مشروع العدو وحلفائه وعلى رأسهم الولايات المتحدة ومنع هذا المشروع من الوصول إلى أهدافه في الهيمنة والسيطرة على منطقتنا وثرواتها وخيراتها ومواردها.
وكانت مداخلة للحاج بلال داغر نوّه فيها بما قاله قنديل الذي أفاض وأجاد في مقاربته الواضحة للأحداث والتطورات في لبنان والمنطقة، كما نوّه بنشاط لجنة نصر المقاومة واللقاءات المميّزة والمكثفة التي تقيمها دورياً مع عدد من الشخصيات الإعلامية والثقافية والسياسية البارزة في محور المقاومة لكي نبقى جميعاً على اطلاع ومعرفة بما يحصل من حولنا ولكي تكون لغتنا واحدة موحّدة في مواجِهة بعض الانحرافات التي يُقال عنها إنها من باب الواقعية أو الضرورة، وهذا ما يجب أن نعي مخاطره على مجتمعنا المستهدَف بثقافته المقاوِمة وبناسه الصامدين والصابرين.
وتطرّق داغر إلى ثبات مواقف الأحزاب والقوى الحليفة في الجبل لا سيما شركاء الدم في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وشركاء الرؤية والموقف في الحزب الديمقراطي اللبناني ورئيسه الأمير طلال أرسلان، مشيراً أيضاً إلى مواقف الأستاذ وليد جنبلاط في هذه المرحلة الدقيقة في المنطقة لا سيما تجاه أحداث السويداء وما تركته من جروح إنسانية، لأنّ العدو الإسرائيلي لا يمكن أن يكون إلا مع مصالحه ومشروعه الذي يستهدف لبنان وسورية وفلسطين وكلّ الأمة.
وشدّد داغر على أنّ القرار الذي اتخذه شهيدنا الأسمى سماحة السيد حسن نصرالله ومعه قيادة حزب الله بمساندة أشقائنا في غزة وفلسطين كان القرار الصحيح لأننا نساند أنفسنا في الوقت نفسه، حتى لو كلّفنا القرار هذه التضحيات الكبيرة جداً، ولكن لا نستطيع إطلاقاً مهما كان الثمن التخلي عن خطنا وأخلاقنا وثوابتنا وإيماننا وديننا…
بعد ذلك دار نقاش مع عدد من الحاضرين، وأجاب قنديل على أسئلتهم بشكل مستفيض.
