كتب المستشار في العلاقات الدولية والدبلوماسية والمستشار القانوني لموقع شبكة جبل عامل الاعلامية المحامي قاسم حدرج:
على مدى أيام وقف العالم كله في حالة انتظار لما سيصدر عن سماحته من قرار.
وهذا سببه عدم معرفتهم بفكر سيد الغموض البناء بالرغم من انشائهم لمراكز ابحاث يعمل بها اصحاب التخصصات لتوقع وتحليل ماذا يدور بفكر هذا الجنوبي
الذي تلقى علوما دينية ولم يتخصص لا في الحرب ولا في السياسة وكان الفشل دائما نصيبهم وطاشت توقعاتهم وسقطت تحليلاتهم وهذا ليس مرده الى نقص في مؤهلاتهم وخبراتهم بل لأن دراستهم هي للقوانين والمبادىء والنظريات الأرضية
بينما يستمد سماحة السيد مواقفه من خلف حجب الفضاء فواهم من يعتقد بأن الارض فقدت اتصالها بالسماء وبين ايدينا ما زال هناك كنوز من موروثات علم الأولين الذين ببضع سنين غيروا وجه الكرة الارضية واسقطوا امبراطوريات
الطواغيت من روم وفرس ولم يكن بيدهم سلاح سوى الايمان والعقيدة ومدد الهي لمن يقاتل في سبيله وبالتالي فكيف لهؤلاء البشر القاصرين مهما بلغت درجات علمهم ولو استخدموا كل تكنولوجيا الذكاء الصناعي ان يلجوا الى فكر السيد
المشفر بأيات محكمات والمحصن بالعديد من جدران الحماية العصية على
الأختراق وهنا يكمن سر قوته وهو الذي منذ العام 92 قد سخرت كل ادوات المستكبرين لشيطنته فأزدادت هيبته وقويت شكيمته وأشتدت عزيمته الى ان وصل به الأمر ان تخضع الدول الكبرى لمشيئته وهذا ليس فقط خشية من قوته بل لأنه يمثل لهم المجهول والأنسان بطبعه يخاف مما يجهل .
وبالعودة الى خطاب سماحته الذي استجلب انتقاد وسخرية البعض وهم صنفين
صنف اخذته الحماسة يريد حربا ايا تكن نتائجها وصنف مغمور بالنجاسة جاهز لينتقد ويحرض مهما كان قرار السيد وكلاهما ساقطين من الحسابات فنحن نقاتل على عدة جبهات ولكل جبهة حسابها وصحيح ان العدو امامنا ولكن من خلفنا الكثير من الاعداء الجاهزين لطعننا من الخلف بدليل ان الصاروخ اليمني اسقط بصاروخ سعودي وبأن الحشد الشعبي يهدد من قبل الاردنيين وبأن الارهاب يغير على مواقع الحزب في سوريا وأكثر ما يثير السخرية هم الذين انتقدوا التوقيت
ولماذا تم تأجيل الكلمة 5 ايام فهم يظنون بأن مواقيت السيد كمواقيتهم الزمنية العبثية بينما هو يحسبها بكسر الثانية ولن يخرج ليهدد الأساطيل الغربية الا بعد ان يطمئن بأن العدة قد اصبحت جاهزة وبأن اليد التي على الزناد تنتظر اشارة الاطلاق كي تصيب هدفها بدقة ساعتئذ بأمكانه ان يطلق تهديداته ويرسخ معادلاته بعد ان اطمأن الى جهوزية جبهاته .
انا على قناعة بما اكتبه حول المدد الالهي الذي يستنير به سماحة السيد هو لأني عندما استمعت الى كلمته قفز الى ذهني حديث الأمام علي (ع) في وصيته للأشتر والتي قال فيها
فَإِذَا لَقِيتَ الْعَدُوَّ فَقِفْ مِنْ أَصْحَابِكَ وَسَطاً وَلَا تَدْنُ مِنَ الْقَوْمِ دُنُوَّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُنْشِبَ الْحَرْبَ وَلَا تَبَاعَدْ عَنْهُمْ تَبَاعُدَ مَنْ يَهَابُ الْبَأْسَ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ عَلَى قِتَالِهِمْ قَبْلَ دُعَائِهِمْ وَالْإِعْذَارِ إِلَيْهِمْ.
أوليس هذا هو جوهر كلمة سماحته وقد اكتفى بدور المؤازرة طالما ان كلمة المقاومة الفلسطينية هي العليا
ألم يقف موقفا وسطا بين الحرب والأنتصار فهو لم يدنو من القوم فيمنحهم ذريعة الحرب الشاملة ذات الكلفة العالية ولا تباعد عنهم مظهرا الضعف وقلة الحيلة بل هددهم بمعادلة ختامها النصر واضعا شرطين اساسيين لدخول الحرب على كل الجبهات اولهما مصير المعركة في غزة فممنوع سقوط حماس وثانيهما
ارتكاب اسرائيل لحماقة في لبنان وبالتالي فأن كلمة السيد قد رسمت خارطة المعركة التي نهايتها نصر محتوم والقى كرة النار في ملعب الاعداء فعليهم ان يختاروا ما بين الثلة والذلة فأما ان ينسحبوا مقرين بالهزيمة وأما ان يتحملوا تبعات الحرب الشاملة التي سنخوضها مهما كانت نتائجها ومهما كان حجم التفاوت بموازين القوى فنحن اصحاب قضية ندافع عن اهلنا وارضنا ومقدساتنا ونحن ممن لا يهدد بالموت ويكفي ان نتعلم من تضحيات اهل الجنوب وأهل غزة ان وثيقة الانتصار تكتب بالدماء الزكية .
سماحة السيد يريدها معركة انتصار لا معركة انتحار فلا تكن انت وهي وشهاداتكم العليا كالحمار يحمل اسفار .
ايها الناعقون نحن نسير خلف راية سيد اذا وقف العالم كله بوجهه وسألوه ماذا انت فاعل سيقول
أن معي ربي سيهدين واذا ما اشتدت الصعاب وضاق الخناق وكثر الأعداء وواجهه يوم عصيب سيقول
لو ان لي بكم قوة او أوي الى ركن شديد فيأتيه جواب ربه من محكم كتابه ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب .