لتكون حاكماً عادلاً أقتل الرعية

 

 

بقلم علي خيرالله / شبكة جبل عامل الإعلامية

 

من أهم ميزات رجل الدولة أنه عندما يتبوأ منصباً في الدولة يكون أكبر همه الحفاظ على الدولة ووضع خطط استراتيجية إنمائية تنقل المواطن من الفقر إلى الاكتفاء، وتنقل الوطن من التخلف إلى التقدم ومن التبعية إلى الاستقلال.

عندنا في لبنان، أكثر الذين يتبوَّؤون مناصب الدولة، يسعون إلى استغلالها واستعباد المواطن، وعقد الصفقات، ويهملون الإنماء ويبحثون عن الرخاء فقط لأنفسهم، وعن الأذى للمواطن.

أما المواطن الساذج، فيقدم لهم ظهره ليركبوه، ويصبح همه التملق والمديح والنفخ والتصفيق، فيزداد ذلك المنافق فرعنةً ويزداد المواطن خنوعاً، ويزداد الوطن تخلفاً، وتزداد الدولة تفككاً بلا خطط ولا رجال، ويندثر أي أمل في تحسُّن الأحوال.

 

ويتجلى كل هذا الكلام في أداء وزير الداخلية ومدير الأمن الداخلي هذه الأيام في ملاحقة دراجات الفقراء بكل فظاظة وانتقام، وكأنهم أنجزوا كل المشاكل وصرنا في جنات النعيم ولم يبقَ إلا “الموتوسيكلات” تؤرق راحة الإنماء والتنظيم. وباتت خير أعمال هؤلاء المتحكمين، المزيد من قتل المواطنين.

 

نحن مع تطبيق القانون والنظام ومع قوننة الدراجات والسيارات، ومعالجة الكهرباء والنفايات، والنقل العام والتلوث والفتنة والفساد، والبلطجة والمهاترات، ومع إصلاح النظام، ومع إيجاد الدواء لآلاف العلل والآفات، في بلد الطائفية والفلتان والغيتوات. ولكن ليس هكذا تورد الإبل يا حضرة الوزير والمدير العام، فتجويع الرعية لا يحفظ النظام. ألم يعلمك ذلك الذي أركبك على ظهر تلك الرعية بالواسطة والمحاصصة والمحسوبية والطائفية والتدخلات السافرة للهيئات الشرقية والغربية والدولية؟