ملف النازحين السوريين.. هل بات الفرج قريب؟

كتبت ريتا النمير:

بلغت أزمة النزوح السوري أوجّها، لاسيما في الآونة الأخيرة بعد تعدد الجرائم المرتكبة من قبل السوريين على الأراضي اللبنانية، وبات من الضروري إيجاد حلّ لهذه الجائحة التي تستنزف طاقة المواطن اللبناني اقتصادياً وأمنياً وحتى معنوياً، حيث أصبح اللبناني يشعر أن هذا البلد لن يبقى للّبنانيين.

وكانت سلسلة الجرائم والسرقة هذه هي المحرّك الذي دفع القيّمين على البلاد للتحرك السريع لايجاد حلّ لهذه الأزمة التي أوقفت البلد على “كفّ عفريت”، فكادت أن تندلع حرب بين السوريين واللبنانيين، وبالتالي قد تتحول الى حرب أهلية لبنانية، ربما اشتاق اليها البعض مِن أصحاب الفِتن.

من هذا المنطلق حمل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال زيارته الى باريس، ملف النازحين الى جانب ملف رئاسة الجمهورية والوضع الأمني في الجنوب، حيث تم الاتفاق مع الرئيس ماكرون أن تقوم حكومة تصريف الأعمال بدراسة مفصّلة حول المناطق الآمنة في سوريا والتي يسيطر عليها النظام السوري، وسيتم تقديمها في مؤتمر بروكسيل الشهر القادم، وأكّد الرئيس الفرنسي أنه سيحثّ الاتحاد الأوروبي عل معالجة ملف النازحين، مع تأكيده على ضرورة احترام حقوق اللاجئين وضرورة تواجدهم في أماكن آمنة.

وكانت الحكومة قد سبق وقدّمت ورقة منذ حوالي السنة لبروكسيل تتضمن آلية لعودة النازحين، مع مراعاتها القوانين الدولية، ومن أهم بنودها الطلب من UNHCR تزويدها بتواريخ النازحين المسجلين في لبنان مما يمكّن الحكومة من تقسيم النازحين بين شرعيين ومخالفين، الا أن هذا الأمر لم يتمّ، وذلك لأن المجتمع الدولي لم يعطِ بعد الضوء الأخضر لعودة النازحين فباتت مفوضية اللاجئين كدولة ضمن الدولة، تحوي على داتا من المعلومات وترفض إعطائها للدولة المضيفة، فأضحت الأخيرة فاقدة للسيادة وغير قادرة على حماية شعبها.

ولعلّ وصول أزمة النزوح الى الأراضي القبرصية قد يحرّك المساعي الرامية الى حلّها.

ولكن لو كان لبنان دولة بالمعنى السياسي لهذا المفهوم، لكان استطاع ضبط حدوده المفتوحة وهذا الضبط لا يتمّ الا من خلال وجود نظام كامل متكامل يسهر على مصلحة مواطنيه، ويعمل بشتّى الوسائل حتى لو تطلب الأمر وضع خطة مع الحكومة السورية، وهذا ما ترفضه بعض الكتل بحججٍ لا تمت للمصلحة الوطنية بأي صلة.

فهذه الكتل عادةً ما تلعب بما يتوافق مع مصالحها الخاصة، وهذا ما نراه في ملف رئاسة الجمهورية، فالقطبين المسيحيين الأكبر لا ينفكّون عن النِكاية والنكد والعمل على شدّ العصب المسيحي كلٌّ لجهته، ما يجعلنا دائماً راضخين وذليلين للخارج ننتظر من الدول الكبرى أن تقرر مصيرنا.

وفي المحصّلة تبقى الآمال على قرار المجتمع الدولي ومدى مرونته تجاه هذا الملف لاسيما أن خطر النزوح بات على مشارف الحدود الأوروبية.

 

ريتا النمير _ موقع شبكة جبل عامل الإعلامية

@ritanmeir1

@Jabalamellorg