قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في احتفال يوم الجريح المقاوم: نحيي اليوم مناسبة يوم الجريح أي يوم جرحى المقـاومة وهم الشريحة الغالية من المضحّين.
المناسبة الثانية لها علاقة بأسرى المقـاومة الذين عانوا من أيام طويلة بالسجون والاحياء للأسير الفعلي والأسير المحرر ولدينا عدد من الملفات التي ما زالت عالقة مع العدو، على سبيل المثال الأسير يحيى سكاف.
واضاف السيد نصر الله: الحرس الثوري الايراني هو السند الحقيقي لكل حركات المقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة وما يعيشه محور المقاومة من مواقع قوة واقتدار هو ببركة هذه الثورة الاسلامية التي انتصرت في مثل هذه الايام قبل 45 عاماً بقيادة الامام الخميني.
مسؤوليتنا الحفاظ على الإنجازات الاخروية للجراح بالتقرب الى الله وطاعته، وفي الدنيا مسؤوليتنا الحفاظ على هذه الانتصارات من خلال الحضور والدعم الدائم والجهاد المتواصل وحفظ المقاومة.
وتابع السيد نصرالله: ما نراه اليوم على الجبهة الجنوبية هو بالدرجة الاولى استجابة صادقة للمسؤولية الايمانية والاخلاقية والدينية.
ما يجري في غزة يجب ان يهز ضمير كل الناس في العالم ويجب ان يستشعروا بالمسؤولية تجاه هذا العدوان والكارثة الانسانية.
في جبهتنا اللبنانية، نحن بالدرجة الأولى منسجمون مع قيمنا الاخلاقية والدينية وسنُسأل عنها يوم القيامة.
وأكد السيد نصرالله على أن وجود “اسرائيل” مصيبة لكل المنطقة و”إسرائيل” القوية كانت خطراً، أما “إسرائيل” الخائفة والمردوعة فهي تشكل حالة أقل خطراً وضرراً على شعوب المنطقة، وامام ما يجري في غزة، المصلحة الوطنية اللبنانية والسورية والاردنية والمصرية تقتضي بخروج “إسرائيل” من هذه المعركة مهزومة ومنكسرة.
واضاف: فتح الجبهة اللبنانية مع الاحتلال شكّل مصلحة وطنية بالدرجة الأولى لمنع انتصار “إسرائيل”.
وتابع: هناك من يقول عبارات مهينة لكل التضحيات التي يتم تقديمها في مواجهة العدو، وهناك أطراف لها أحكام مسبقة أيّا تكن الإنجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه إنجاز وهمي.
الفئة التي تدّعي ان “القانون الدولي يحمينا” وتُجادل في جدوى المقاومة “ميؤوس منها”.
هذا السجال يجب أن لا يتحوّل إلى نزاع طائفي، لأن في ذلك مصلحة “إسرائيلية”.
الانقسام حيال “إسرائيل” موجود في لبنان منذ نشوء كيان الاحتلال وهناك شهداء مسيحيون ومسلمون في مواجهته.
واضاف السيد نصرالله: من يتحمل العبء بالدرجة الأولى في الجبهة الجنوبية هم أهل القرى الحدودية ويتضامن معهم باقي لبنان، عدد كبير من الشـهداء هم من أبناء القرى الحدودية الأمامية.
أغلبية أهالي القرى الحدودية في الجنوب هذه هي إرادتها وهذا هو خيارها وهي ليست فقط تحتضن المقاومة بل هي تمارس فعل المقاومة.
وقال السيد نصرالله: أهل القرى الأمامية والجنوب هم الجزء الأكبر في لبنان الذي عانى من وجود “إسرائيل” والكيان الغاصب، وشهدوا أن الذي يستعيد أرضهم ويحميهم وكرامتهم وأرزاقهم هي المقاومة، لذلك كانوا هم المقاومة.
أهل القرى الحدودية قدّموا بيوتهم للمقـ.اومة رغم علمهم بأنها ستُدمّر وسيعاد بناؤها أحسن مما كانت عليه.
قوة المقاومة في الجنوب هي في هذا الاحتضان الشعبي الكبير ونحن نستند على هذه الجبال الشامخة والإرادات الصلبة وهذه المقـ.اومة بهذه التضحيات وهذا الصمود تدافع عن كل لبنان وإلا كانت استباحت “إسرائيل” كل لبنان.
واضاف: العدو يقاتل ضمن حدود وضوابط وهذه التجربة ثبّتت موازين الردع وأثبتت أن لبنان لديه قوة.
وأشار إلى أن كل الوفود التي أتت إلى لبنان خلال الأشهر الماضية لها هدف واحد هو أمن “اسرائيل” وحمايتها ووقف إطلاق النار على المواقع الصهيونية وإعادة الـ 100 ألف مستوطن إلى المستوطنات.
الوفود الغربية تتبنّى بالمطلق بالورقة “الاسرائيلية” وتكتفي بتقديمها إلى لبنان، وهذه الوفود لا تتناول في أوراقها أيّ أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم ومجاعة أو الاعتداءات الصهيونية على لبنان والأراضي المحتلة فيه.
هذه الوفود القادمة إلى لبنان تحاول التهويل علينا وهذا لم يجدِ نفعاً كذلك المكاسب السياسية التي يلوّح بها لا يمكن أن تؤثّر على موقفنا ولن تؤدي إلى وقف هذه الجبهة.
وأكد على أن الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومشاركة وتضامن لإضعاف العدو الصهيوني واقتصاده وأمنه حتى يصل إلى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه أن يوقف عدوانه على غزة، وحتى شنّ الحرب لن يوقف هذه الجبهة.
العدو ليس في موقع فرض الشروط على لبنان وأنا أدعو الموقف الرسمي اللبناني لوضع شروط جديدة على 1701، لا تطبيقه.
الجبهة الجنوبية تحكمها موازين ردع وحسابات دقيقة عند طرفي القتال ولكن هناك جو كبير من التهويل قد يصل إلى مستوى “الانحطاط الاخلاقي والسفالة”.
واضاف السيد نصرالله: معلوماتٌ| بالمجّان تُقدّم للعدو الصهيوني عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويجب الانتباه إلى ما يُشاع في مواقع التواصل بهدف تخويف الناس والمس بإراداتهم.
وتابع السيد نصرالله: الهاتف الخلوي هو جهاز تنصّت وعميل قاتل يقدّم للعدو معلومات محددة ومميتة.
“الاسرائيلي” ليس بحاجة إلى زرع العملاء على الطرقات، فالكاميرات الموصولة على الانترنت تراقب كل الطرقات، لذا يجب قطع هذه الكاميرات عن الانترنت لأن التساهل في هذا الموضوع يساهم في المزيد من الشـ.هداء والخسائر وكشف الجبهة للعدو.
واضاف: إذا نفذ العدو تهديداته ضدنا عليه أن يدرك أن المئة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا، ومن يهددنا بتوسعة الحرب “بتوَسّع مِنوَسّع” وإذا اعتقد أن المقاومة قد تشعر بخوف هو مشتبه تماماً.
نحن نراقب كلّ التطورات في المنطقة وكل الاحتمالات مفتوحة لكن نحن نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة.