لمن يكتب النصر؟
ميخائيل عوض / شبكة جبل عامل الإعلامية
من اليوم الاول لطوفان الاقصى العجائبية كتبنا؛ انها حرب تحرير فلسطين كلها قد ازف موعدها وفرضتها الحاجات وتراكم الانتصارات بالجولات.
ولو ان الطوفان لم يكن هدفها فتح الحرب حتى التحرير . فهكذا تجري الحياة وتطوراتها ولحظاتها العاصفة.
ما رميت اذ رميت ان الله رمى.
والقشة التي تقصم ظهر البعير.
التراكم الكمي والتحول النوعي.
في الايام الاولى وبعد ان قرر نتنياهو العملية البرية واعلن ومعه كالانت انها حرب وجود اذا هزمنا بها فلا مكان لنا في المنطقة.
قلنا وكتبنا اننا امام ثلاث سيناريوهات؛
-ان تصير حرب طويلة وتستنزف فيها إسرائيل فتهزم وهي مسالة اشهر لا سنوات طويلة.
– ان تعصف وتتحول الى حرب يوم القيامة وهي مسالة ايام واسابيع.
– ان تتعقل اسرائيل او ان تمون عليها امريكا وعرب التسويات والتفريط فيلزمون نتنياهو بقبول هدنة فتتحول الى جولة نوعية في حرب الجولات ولا تحتمل سنوات.
على عتبة اتمامها الشهر الثامن وهي اطول حرب واوسعها وقد تحولت الى شاملة وكبرى واقليمية واشتبكت ايران مع امريكا والاطلسي واسرائيل تثبتت حقيقتها ؛ غير مسبوقة وبانها حرب اقليمية على تخوم العالمية ومغيرة في احوال الاقليم والعالم ولا خيار الا ان تهزم اسرائيل فينتهي وجودها وتجر معها الاطلسي وامريكا والعالم الانجلو ساكسوني.
او تهزم غزة وحماس ويسقط محور المقاومة الذي التزم صراحة وعلى لسان السيد حسن نصرالله بنصرة غزة وحماس ومازال المحور وجبهاته عند الوعد والالتزام ولم يبذل اكثر من ١٠% من قدراته برغم ان اسرائيل وحلفها العالمي والعربي والاسلامي بذل كل واي مما يملكه من قدرات وامكانات.
الحال؛
وبعد خروج ابو عبيدة بهيبته وهدوئه الواثق وصوته الراعد وبالتفاعل مع تصعيد جبهة لبنان وتطوير أدائها وسلاحها وتكثيف اعمالها النوعية، وانجاز مهمة تدمير خطوط الدفاع في شمال فلسطين والجولان وتدمير مقرات القيادة والسيطرة وتدمير وسائط الرقابة والتجسس وادارة الحرب الجو فضائية والسرية واسقط مناطيد؛ سكاي دو ودميت قال الاسرائيليون ان كلفتها مليارات الدولارات بينما طائرات المقاومة بعشرين الف شيكل اي ٥٠٠٠دولار.
وانتقال المقاومة في لبنان الى الاعمال الهجومية المتقنة بما في ذلك العبور والاغارة والاشتباك في مقرات قيادة وتجمعات الجيش الاسرائيلي من مسافة صفر كما في فلم تدمير منصة وادارة المنطاد” دميت” ووصول طائراته الانقضاضيه والقاصفة لعمق ٣٥ كيلو متر غرب طبريا.
واشهار ابو عبيدة انها حرب استنزاف ومقتلة لجنود واليات العدو “تكتيكات الصد والاصطياد” وتؤكد ذلك الافلام للإعلام الحربي والعسكري لفصائل المقاومة.
فحرب العصابات الثورية واستهداف مئة الية خلال ١٠ ايام وحجم الخسائر البشرية التي يعلنها الجيش الاسرائيلي تؤكد ما بلغته المقاومة من قدرات وعلوم وحكمه وحنكه وسيطرة وادارة للحرب.
الى اعلان اليمن البدء بالمرحلة الرابعة باستهداف البواخر والشركات التي تتعامل مع اسرائيل في البحر المتوسط بعد الانجاز العبقري بإقفال البحر الاحمر والعربي والهندي والزام امريكا وحلفها البحري بالتسليم بالعجز والهزيمة في حرب الممرات والبحار وهذا انجاز عبقري لا يقل اهمية عن تحرير فلسطين فيما سيؤدي اليه من تغير موازين القوى الاقليمية وللعالمية.
فمن يسيطر على البحار ويملك الامواج يسيطر على العالم على القول الانكليزي.
اسرائيل اكدت انها دولة شاخت وعاجزة عن تبديل وتصعيد قيادة جديدة عاقلة بدل عن الاحمق الفاسد والانتحاري نتنياهو. والضغوط الامريكية بما في ذلك تصعيد الصراع بين غالانت وهاليفي ولبيد ضد نتنياهو سيموريتش بن غفير ادوات امريكا في السلطة والجيش الاسرائيلي اصبحت الامور واضحة والمسارات والاحتمالات ترجح خيارا وحيدا هو الحرب الطويلة وتحويلها الى حرب استنزاف اليد العليا فيها لغزة وفصائلها ولمحور وجبهات اسنادها.
ايضا الجنرال بريك الشهير في إسرائيل بصدقية تقديراته وتحذيراته خرج بتحذير جديد حاد. وقالها صراحة؛ اسرائيل لا قدرة لها على حرب الاستنزاف وستعاني كثيرا في الاقتصاد وحذر من تمردات واسعة في قوات الاحتياط والعجز عن تامين العدد والقوة القادرة على ادارة حرب استنزاف طويلة وصادق على تحذيراته تصاعد حالات التمرد في الجيش والاحتياط وتحرك امهات الجنود للمطالبة بوقف الحرب واعادة ابنائهم الى منازلهم.
متى تقف الحرب ؟ اذا كان لها ان تقف؟؟
اكثر من تطور مرتقب قد يؤدي الى وقف الحرب واعلان هزيمة وجودية لإسرائيل؛
-الانتخابات امريكية مساراتها ومالاتها وقد تفرض نفسها في اية لحظة وبلا سبق انذار .
تحول في الموقف المصري يجر معه الاردني ويحفز التطبيعين على التلويح بتعليق التطبيع وانهاء للاتفاقات.
الاقرب والاوفر حظا؛ اما انهيار حكومة نتنياهو واو اتساع ظاهرة التمرد في الاحتياط وفي الوحدات المقاتلة في غزة واو الشمال وعندها تتطور الحرب تلقائيا لتغدو اخر الجولات وتكون حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر.
ونحن في زمنها الجاري كيفما ذهبت الامور.